responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 102

ويود الاطلاع على مصدر الصوت .. فيما الفرد الثاني ينهزم .. والداعي إلى هذين الفعلين طبيعة ما لديهما من قواعد فكرية متفاوتة تحتم عليهما التفاوت في موقفيهما، أقصد الشجاعة في الأول والجبن في الثاني.

وقد تُسمَّى هذه القواعد والقوالب الفكرية في لغة اليوم بالقيم.

وحيث تختلف القيم لدى الناس، فإن ردود أفعالهم تجاه ما يردهم ستختلف وتتفاوت .. ولذلك تجدهم متفاوتي الموقف فيما يتعلَّق بما يردهم من أنباء عن يوم القيامة؛ فمنهم من يُفضِّلون العاجلة، ومنهم من يُقدِّمون عليها الآجلة. وهذا تعبير عمَّا لديهم من قيم وقواعد فكرية.

أما القرآن المجيد فهدفه الأول ليس السلوك الإنساني المباشر فقط، وإنما هو يستهدف أيضاً صناعة المتبنيات الفكرية أو القيم التي تؤثر في سلوك الفرد وردود أفعاله تجاه الحقائق؛ لأن السلوك ما لم يتصل بقيمة سليمة، فإنما هو سلوك ظاهري وإن اتسم بمسحة صالحة. بيد أن هدف الكتاب المجيد هو تغيير القيم، حتى أنك قلَّما تجد فيه نصًّا لا يتصل بهذا الهدف الكبير وإن كان يبدو ظاهراً أنه يتحدَّث عن الأحكام الشرعية أو السلوك المباشر.

وهكذا علينا إذا قرأنا آية عذاب أن نبحث في مدى تأثيرها بصناعة القيم فينا، حيث تضطرنا إلى تجنُّب العذاب. وكذلك إذا قرأنا آية ثواب فعلينا أن نهتم كل الاهتمام في مدى ما تصنعه فينا من قيم تنتهي بنا إلى طلب ذلك الثواب بأية طريقة ممكنة، بل وأن ندفع لأجل ذلك كل ثمين متاح لنا.

أما إذا قرأنا الآية قراءةً ظاهرية، أو لم تؤثر في جوهرنا ضمن‌

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست