responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 504

كيف؟. إّن قسماً من الناس تدفعهم العصبية إلى مخالفة الحق. صحيح إنّ العصبية قد تنفع، ولكن شريطة أن يتَّخذها الإنسان ليخدم بها نفسه وقومه، لا أن يُضرّ بها الآخرين. وهكذا كانت العصبية إذا تعدَّت حدَّها، تحوَّلت إلى حاجز دون فهم الحقائق.

لماذا يعمد المرء إلى مخالفة الحق لمجرَّد أن فلاناً هو الداعي له والناطق به، في الوقت الذي يُفترض به أن ينظر إلى ما يُقال وليس إلى من يقول. وبتعبير أكثر قسوة: إنّه مطالَب بأخذ الدرة- استعارةً عن الحقيقة- ولو كانت في فم كلب.

إنَّ العصبية تجعل كثيراً من الناس يجهلون الحق، لمواقفهم المُسبقة من هذا الحق المتجسِّد تارة في فكرة، أو مذهب، أو شخص. ولربما تؤدِّي هذه المواقف المُسبقة بأصحابها إلى النار.

فالإنسان قد يطلب ماءً أو طعاماً لينتفع بهما، ولكنه إذا أسرف في تناولهما، صارا عدوين له. كذلك أمر العصبية التي يُراد لها أن تحمي القوم من عوادي الزمان، فإذا تحوَّلت إلى منهج ذهني وفكري، وحاجز أمام تعاون البشر بعضهم مع بعض، فإنها سوف تُصبح أداة للتخلُّف، وستنخر قدرة الإنسان.

وإذا درسنا التاريخ نجد أن أشد المصائب حلَّت بالبشرية بسبب التعصب الأعمى.

بصائر وأحكام‌

إن العصبية الحميدة هي التي يتَّخذها الإنسان وسيلةً لخدمة قومه، أما إذا طغت العصبية وتعدَّت حدودها، تحوَّلت إلى حاجز دون فهم الحقائق، وحاجز دون تعاون البشر بعضهم مع بعض.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 504
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست