responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 472

تَجْري مِنْ تَحْتي أَ فَلا تُبْصِرُونَ‌ [1].

أما قوم عاد؛ فقد دمّرهم الله تعالى بالصخور نفسها التي كانوا يتحصَّنون بها ويبطشون على الآخرين، فصارت تلك الصخور نكالًا عليهم ودمّرتهم شرَّ تدمير.

وهؤلاء أصحاب الأيكة الذين اغتروا بالحقول والحدائق؛ فقد أُخِذوا بسحابة قالوا عنها في البدء أنها غيث، فإذا بها مطرت عليهم مطرَ سَوء، وألقت عليهم كِسَفاً قاتلة.

ولكن؛ لماذا طلبوا من نبيِّهم أن يُنزل عليهم عذاباً؟.

أول ما يتبادر إلى الذهن أنهم قد بلغوا بتحدِّيهم هذا أرذل الانحراف، وإنما طلبوا منه ذلك مباشرة، تعبيراً عن كفرهم وإلحادهم بالله ربِّ العالمين.

ولكن يبقى سؤال: لماذا تراهم يُطالبون بالنمط ذاته من العذاب الذي كان يتناسب وذنبهم؟

لعل الجواب يتبيِّن فيما يلي

إن الله سبحانه وتعالى جعل للحقائق آيات تدل عليها، ولكنها تتحوَّل عند الذين يسدُّون آذانهم عنها، ويُغمضون أعينهم منها، تتحوَّل إلى مجرَّد إرهاصات مبهمة وغامضة.

فاذا بالكافر يتوَّرط في الأزمات، لأنه قد سدّ كل المنافذ دون تلك الحقائق، وبمرور الأيام يتحوَّل إلى شخص أعمى وأبكم وأصم، وَ مَثَلُ الَّذينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلّا دُعاءً وَ نِداءً صُمٌّ بُكْمٌ‌


[1] سورة الزخرف، آية: 51.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست