responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 471

يقصّران الأعمار، والجور في القضاء يمنع قطر السماء، وهكذا. ومن هنا فإن علينا أن نستغفر من الذنوب التي تُعجِّل الفناء، أو تمنع قطر السماء، أو تُغيِّر النعم .. كما نجد ذلك في الأدعية المأثورة.

وقد كانت العلاقة بين العذاب الذي حلّ بهؤلاء القوم وما طلبوه، أنهم كانوا يُفسدون على الصعيد الاقتصادي، فأصبحت السماء التي كانت المصدر المهم لرزقهم نكالًا عليهم.

قال سبحانه وتعالى وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ‌ [1].

فهي بدلًا من أن تكون سبباً لرزقهم، صارت من النوع الثاني، إذ نزل عليهم منها ما يُوعدون. أي: ما أُنذروا به من العذاب.

وهذا لعمري تعبير عن سُنَّة إلهية عجيبة، تتجلَّى في أن الله عزَّ وجلَّ قادر- على الدوام- على تحويل النعمة إلى نقمة بعدله، وهو العزيز الرحيم.

وتتأكَّد لنا هذه السُّنَّة الإلهية إذا ما راجعنا أنماط العذاب الذي حلّ بالأمم السالفة، حيث نرى كيف أن الله عزَّ وجلَّ قد أخذ المتمرِّدين بالوسيلة ذاتها التي طالما اغتروا بها، وتمرَّدوا على الشرع اعتماداً عليها.

فقوم النبي نوح (ع) اغتروا بمصدر النعمة الإلهية، وهو الماء الذي كانوا يسقون به مزارعهم في بلاد ما بين النهرين، فأغرقهم الله بالنعمة ذاتها التي اغتروا وتمرَّدوا بها على إرادته.

وكذلك فرعون، أُغرق بالماء الذي طالما كان يقول بخصوصه وَ نادى فِرْعَوْنُ في قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَ لَيْسَ لي مُلْكُ مِصْرَ وَ هذِهِ اْلأَنْهارُ


[1] سورة الذاريات، آية: 22.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست