responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 44

العالم الخارجي، بل وحتى قبل ذلك، حين هيَّأ وأعدَّ له أسباب العيش، ثم هيَّأ في ذاته سبل التفهُّم والتعقُّل، وغير ذلك من النعم الربانية ذات العلاقة بنشأة المخلوق الإنساني وترعرعه، مما يشير إلى أن هذا الخطاب يُراد منه التذكير بنعم الله، وفضله الممتد.

2- لَهُوَ.

اللام هنا، لام التأكيد بعد التأكيد ب- إِنَ‌. واللام تسمى أيضاً: اللام المزحلقة، حيث زحلقت من أول الكلام (المبتدأ) إلى آخره (الخبر). ثم إن التعريف الذي يتبع ويلي الضمير (هو) سيكون متجلياً في أسمى معانيه ومحصوراً فيه أكثر من غيره.

أما الضمير (هو) فلابد أن يُخاطَب به من هو على علم ومعرفة به. وعلى ذلك، فلابد من القول بأن الإنسان المخاطَب بضمير (هو)- والمنسوب إلى الله الربِّ سبحانه وتعالى- لابد وأنه يعرف ربَّه .. يعرفه حسب مستواه وأهليته .. وبالتالي فإن الفطرة المترسِّخة في ذات كل إنسان، تعرف جيداً أن الله تعالى هو الربُّ الأول والآخر، وإن جرى على بعض الجوانح بعض النكران.

إن المراد بالضمير (هو) نفسه المتحدَّث به في قوله تعالى بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ* قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ [1]. فإذا أراد المرء معرفة ربه، عليه- في مرحلة من المراحل- أن يُفتِّش عنه في داخله؛ لأن الله تعالى سبق وأن كرَّس معرفة الربِّ في فطرته من قبل .. ولعله إلى هذا تمت الإشارة في نص الحديث الوارد عن رسول الله (ص): «مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ ..» [2].


[1] سورة الإخلاص، آية 1.

[2] عوالي اللآلي، ابن أبي الجمهور الأحسائي، ج 4، ص 102.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست