responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 386

الحسد هو من أكبر ألوان الامتحان، ويتجلَّى الحسد بأشد تأثيراته، حينما يرى الإنسان إنساناً مثله يدعوه إلى عبودية الله وطاعته، فيحسده. وكما الأمر سارٍ في الموقف من الأنبياء، كذلك هو في الموقف من الأئمة ومن العلماء، بل وحتى من إمام جماعة بسيط.

- ما أَنْتَ إِلّا بَشَرٌ مِثْلُنا

وأراد قوم ثمود أن يُكذِّبوا صالحاً (ع) ويكفروا بالله، فوجدوا مركب الحسد أقرب ما يمكن أن يمتطوه، فقالوا له ما أَنْتَ إِلّا بَشَرٌ مِثْلُنا.

فلا مبِّرر أن تتفوَّق علينا فنضطر إلى طاعتك.

كذلك قال آخرون لرسلهم وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشي فِي اْلأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذيرًا [1].

أي إن الرسول المدِّعي كائن ضعيف، ونحن لا نُؤمن لضعيف. فاقترحوا على الله أن يُرسل لهم- وهم المغرورون بقوتهم، وبنحتهم للجبال، وبما لديهم من خيرات- ملكاً من السماء يفعل ما يريدون.

وهؤلاء قد غفلوا- بجهلهم- عن حقيقة مهمة للغاية، وهي أن القيادة النبوية لا علاقة لها بالإمكانات المادية، بقدر صلتها بالسماء، والحكمة، ومعرفة الحقائق، والأمانة. فكما مهندس البناء بحاجة إلى علم وتجربة، دون الحاجة إلى ضخامة في الجسم أو امتلاء في الثروة أو الانتساب لعائلة أو عشيرة قوية. كذلك هو النبي في قيادته للأمة، حيث يحتاج إلى عميق الصلة بالسماء، وبالأمانة، والكفاءة البالغين.

ثم إنهم مع كفرهم، عبّروا عن مدى جحودهم بحق النبي‌


[1] سورة الفرقان، آية: 7.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست