responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 387

صالح (ع) فطلبوا منه أن يأتيهم بآية مبصرة، تخضع لها أعناقهم، ولا يجدون إلى أنفسهم سبيلًا للشك.

- فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقينَ‌

لقد طلبوا من النبي صالح (ع) آيةً جليةً، ولم يطلبوا منه أدلةً وبراهين علمية، رغم توافرها لديه وعرضه لها أمامهم، وهي كانت دامغةً صادقةً. إلَّا أنهم أرادوا آيةً مبصرةً، والآية المبصرة لا يُنزلها الله تعالى على قوم إلَّا وأهلكهم إن لم يُقابلوها بالتصديق والخشوع.

وهذه الحقيقة كانت السبب في إحجام رسول الله محمد المصطفى (ص) عن الإتيان بها من عند الله تبارك وتعالى، لأنه كان عارفاً بجحود أهل مكة، كما كان عارفاً بحتمية نزول العذاب بهم حال جحودهم وتكذيبهم بها، مع أنهم هم الذين طالبوه بها. فكان (ص) يُريد الهداية لهم دون الهلاك، لأنه إنما أرسل رحمةً للعالمين.

ويبقى السؤال: لماذا هذه المعادلة؟.

الجواب: كما يبدو لي إن الآية المبصرة تسمو بالرؤية إلى أعلى درجات الوضوح. والثواب، والعقاب رهينان بمدى الوضوح في الرؤية، إذ يقبح العقاب بلا بيان، ويحسن الثواب عند البيان.

لقد أرادت ثمود آيةً مبصرةً، خارقةً، مختلفة في وضوحها عن وضوح الآيات الظاهرة.

ورغم أنهم كانوا- في ضمائرهم- مؤمنين بوجود صادقين؛ أي أنبياء سابقين، لكنهم كانوا أيضاً يُشكِّكون بهذا النبي- صالح (ع)- بالذات.

فهم في الحقيقة كانوا يتهرَّبون من الحاضر إلى الغائب؛ لأن‌

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست