لما كان من الضروري للنبي، ومن يقوم مقامه، أن يهتم بحاضر أتباعه
ومستقبلهم، دون العكوف على ماضيهم والتنقيب في أوراقهم الصفراء، فإن ذلك يعني أن
على الدعاة إلى ربهم أن يُرحِّلوا كثيراً من المسائل المختلف فيها إلى الآخرة. لأن
من يريد أن يُصفّي كل قضاياه في الدنيا، فإنه قد لا يُفلح، إذ الخلافات مع الآخرين
قضية لا تنتهي.
إن دار الدنيا دار ابتلاء، ولا يُمكن لنظام الخلقة إلَّا أن يقوم على
الابتلاء والامتحان. أما الآخرة فهي دار الحساب والجزاء على وجه الإطلاق. ففي
الدنيا تتحكَّم الأذواق، وتتحكَّم المستويات الذهنية. أما الآخرة ففيها الملك لله
وحده لا شريك له، ولا مجال للأذواق
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 303