responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 304

والمشاعر أن تتحكم فيها كما كان شأنها في الدنيا.

ولذلك؛ علينا ألَّا نستسلم للظن واحتمال تكشُّف كل الحقائق، وانتهاء الخلافات في الدنيا، فهي ليست دار الحساب النهائي، ولا هي دار القرار.

كذلك كان جواب النبي نوح (ع) لقومه الذين عابوا عليه أن الأرذلين- وفق الحسابات العنصرية والاستكبارية- قد آمنوا به، وأن عليه أن يطردهم. فهو قد أبلغ المُستعلين الباحثين عن مبررات لكفرهم أنّ حساب الذين وصفوهم بالأراذل، بل وحساب الجميع، على الله ربِّه سبحانه وتعالى.

وأن الإيمان بهذه الحقيقة يقضي بتوافر الشعور بضرورة الستر على ما يقترفه الناس من أخطاء وذنوب، لتتوافر الفرصة تلو الفرصة، لأن يُعلن المذنبون توبتهم وندمهم إلى الله ربهم، ولو أنه تعالى حاسبهم وفضحهم لأول ذنب يرتكبونه، لما تاب مذنب. إذ ما معنى التوبة وقد عاقبه الله بالفضح وتلقِّي الجزاء الفوري؟. ثم ماذا يكون جدوى يوم القيامة بعد الموت، إذا حُوسب ابن آدم في دار الدنيا؟.

وقد قال الإمام علي (ع): «لَوْ تَكَاشَفْتُمْ مَا تَدَافَنْتُم» [1].

إذن؛ فإنّ طرد النبي للمؤمنين به لأنهم بسطاء، أو لأنهم كانوا يذنبون في الماضي، يؤدي لانفضاض الجميع من بين يديه، بما فيهم الأغنياء وذوي السطوة، إذ هؤلاء- عادةً- أكثر ذنباً وأشد ظلماً لغيرهم.

إنّ التصور الأمثل للحركة الرسالية عموماً، أن تُفهم مخاطبيها


[1] الأمالي، الشيخ الصدوق، ص 531.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست