responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 187

تجدَّدت على ما شيَّده الصِّدِّيق يوسف (ع)، وانتهت في عهد فرعون موسى (ع)، حيث ساقها- بادِّعاءاته الضالة والكاذبة- إلى الدمار التام.

ولعل الشأن هذا ينطبق على الأمم التي نشأت في العراق القديم منذ انتهاء الطوفان في عهد نوحٍ النبي (ع)، حيث يُمكن القول: إن الحكومات المتتالية قد شُيِّدت بناءً على ما تم استلهامه من تعاليم ومبادئ هذا النبي العظيم، ثم بتعاقب الأزمان ضلَّت مسارات تلكم الأمم، حتى انتهى الأمر بها إلى الضلال التام على عهد نمرود، فبعث الله سبحانه إبراهيم (ع) نبيًّا إلى الناس ليُبلِّغهم رسالاته، وليُنذرهم قبل أن ينزل عليهم العذاب.

كذلك الأمر بالنسبة لما ورد في قصص التاريخ الديني عن أقوام ثمود، والأيكة، والجاهليين العرب، الذين كانوا يُدينون بالحنيفية الإبراهيمية فانحرفوا .. وانحرفوا حتى بعث الله تعالى نبينا الأعظم محمد (ص)، ليُخرجهم من الظلمات إلى النور، ويُعيدهم إلى ربِّهم وما أراده منهم سبحانه.

بلى؛ إن الانحراف حين يتسرَّب إلى ثقافة وتقاليد قوم، فيتقوَّل الناس على الدين ما ليس فيه، وتنتشر البدع، حتى يصل الأمر إلى الغفلة التامة عن ربوبية الله عزَّ وجل، فتُعبد الأصنام من دونه، أو يلجأ الناس إلى أشخاص، أو مصادر قوَّة مادية من دون الله .. هنالك؛ يحقُّ القول على أولئك القوم بسبب ما فيهم من الغفلة والكفر، ولكن قبل أن تُتَرجم حقائق القول عليهم، يبعث الله عزَّ وجلَّ فيهم نبيًّا يُرشدهم إلى الهدى بكل صراحة، ويُنذرهم عن العاقبة السوأى التي تنتظرهم إن لم يتوبوا، فإذا أبوا تصديقه، والنزول عند إرادة الله الواحد الأحد، صاروا عرضة للعذاب الإلهي المهين.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست