responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 188

1- إِذْ قالَ لأَبيهِ وَ قَوْمِهِ‌

إن قول إبراهيم (ع) لأبيه وقومه لم يكن ينمُّ عن مجرَّد سؤال بسيط، بقدر ما كان استجابة لله تعالى الذي أمره أن يدين بدين الأنبياء الذين يصعقون أقوامهم ليكشفوا لهم عن حقيقة سقوطهم في حضيض الجاهلية والابتعاد عن الله تعالى، ومدى الأهمية القصوى لضرورة انتشال أنفسهم من ذلك الحضيض.

أما أبوه- أبو إبراهيم (ع)- فهو كان آزر وكان عمه، ويقال للعم أباً لغةً دون أن يكون والده، إذ لا يُمكن أن يكون آباء الأنبياء كفاراً، حيث فرض في القرآن والأحاديث الشريفة أن آباء الرسل مُوحِّدون، حتى قال تعالى لنبيه الأعظم (ص) وَ تَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدينَ‌ [1]، أي كنت تنتقل من صلب إلى صلب، من أصلاب الساجدين لله؛ الموحدين له في ربوبيته.

والأمر الإلهي نزل على النبي إبراهيم (ع)، بالقول لأبيه، للإشارة إلى أن من الأهمية بمكان أن يبدأ النبي- في قيامه لله ضدَّ الانحراف الفكري، والعقائدي، والاجتماعي- من أسرته، نظراً لأن رسالة الأنبياء عليهم السلام يُراد لها أن تكون شاملة تقتلع جذور ما يتناقض وإرادة الله سبحانه وتعالى .. خصوصاً وأنه يطلب إلى المؤمنين- الذين يُراد لهم أن يُشاركوه في بناء صرح الإيمان، والتوحيد- أن يتحدَّوا واقعهم الاجتماعي الكافر.

والقوم- لغةً- هم الذين يتقوّم بعضهم ببعض، ويرفد بعضهم بعضاً، وكذلك هم الذين يقوم بعضهم بما يقوم به أقرانهم، فهم يشتركون في جملة من الممارسات والنشاطات.


[1] سورة الشعراء، آية: 219.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست