وليس
بميت، ويبلى من بلي منا وليس ببالٍ»، فلا تقولوا بما لاتعرفون، فإنَّ أکثر
الحق فيما تنکرون،واعذروا من لا حجّة لکم عليه، وأنا هو، ألم أعمل فيکم
بالثقل الأکبر، وأترک فيکم الثقل الأصغر، ورکزت فيکم راية الإيمان،
ووقفتکم على حدود الحلال والحرام، وألبستکم العافية من عدلي، وفرشتکم
المعروف من قولي وفعلي، وأريتکم کرائم الأخلاق من نفسي، فلا تستعملوا الرأي
فيما لايدرک قعره البصر، ولا تتغلغل إليه الفِکَر.[1] وقال
أيضاً في کلام له: أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا؟ کذباً
وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا
يُستعطى الهدى، ويُستجلى العمى، إنَّ الأئمة من قريش غُرسوا في هذا البطن
من هاشم، لاتصلح على سواهم،ولا تصلح الولاةمن غيرهم.[2] وأخرج القندوزي الحنفي في الينابيع عن المناقب بسنده عن الإمام الحسن الزکي قال: خطب جدي يوماً، فقال بعدما حمد الله ـــــــــــ
[2]
شرح نهج البلاغة للشيخ محمد عبده 2/36 ـ 37،وعلّق في الهامش بعد ذکره
حديث الثقلين قائلاً: وأمير المؤمنين قد عمل بالثقل الأکبر وهو القرآن،
وترک الثقل الأصغر وهو ولداه، ويقال عترته قدوة للناس. وقال الشيخ محمد حسن
نائل المرصفي في شرحه لنهج البلاغة 1/ 184 معلقاً علىقول الإمام الآنف
الذکر: والثقل الأکبر الذي عمل به هو القرآن، وترک الثقل الأصغر وهو ولداه.