من قريش جمعهم إليه، فکتبوه علىما هو عليه اليوم بأيدي الناس. وفيه يقول من رثاه کما في ترجمته في الإصابة: فمَن للقوا في بعدَ حسانَ وابنِه وَ منْ للمعاني بعدَ زيدِ بنِ ثابتِ فحديث
الثقلين ثابت سنداً، واضح دلالة، مُحکم نصاً، لا لبس ولا غموض فيه، دلَّ
بصراحته وفصاحته على حجيّة الکتاب والعترة، بمدلول واحد، ومفادٍ واحد،
فهما قرينان مقترنان، لايفترقان ولا يتفارقان، ولا يخلو منهما زمان، حتى
يردا على الرسول حوضه، کما أخبر بذلک الصادق المصدق بقوله: «لن
يفترقا». وليس المُراد من العترة سوى أئمة أهل البيت وساداتهم، وهم
الأئمة الاثنا عشر، فکل مذاهب المسلمين لم تزعم ولا تزعم أنّ لأئمتهم
وخلفائهم ـ مَن کانوا ومهما کانوا ـ دوام الاستمرارية والاستدامة مع الکتاب
المجيد إلى يوم القيامة، إلا الشيعة الاثنا عشرية، فإنهم قالوا بذلک،
وهم على حقٍّ في ذلک، فإنّ منطوق الحديث دلَّ على حصرهم بأن التمسک بهم
عاصم من الضلالة، والحيرةوالجهالة، ولولا تفوّقهم بما آتاهم الله من فصله
حتى فاق فضلهم فضل العالمين، لما قرنهم الرسول بالکتاب، وجعلهم حجّة على
العباد، لأنَّفاقد الشيء لايعطيه { أَفَمَنْ يَهْدِي إلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَکُمْ کَيْفَ تَحْکُمُونَ } [1] ــــــــــــــــــ