{ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ کَانَ زَهُوقاً } [1] وذکر
الزمخشري في الکشاف في تفسير الآية المذکورة قصة تکسير الأصنام وصعود علي
لتکسير صنم خزاعة ـ وکان من قوارير صفر ـ قال: فجعل أهل مکة يتعجبون
ويقولون: ما رأينا رجلاً أسحر من محمد.[2] وقبل
الختام من الخير أن نشير إلى أنَّ ابن المغازلي أخرج حديث کسر الأصنام عن
أبي هريرة، ومن الطبيعي أن نجد عنصر المشاهدة والحضور متمثلاًفي حديثه
کعادته في الوقائع التي لم يحضرها، والملفت للنظر ما انفرد بروايته ـ فيما
أعلم ـ من قوله: أما ترى هذا الصنم بأعلى الکعبة؟ قال: بلى يا رسول الله.
قال: فأحملک فتناوله. فقال: بل أنا أحملک يا رسول الله. فقال: والله لو
أنَّ ربيعةومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا، ولکن قف يا
علي. فضرب رسول الله بيده إلى ساقي علي فوق القرنوس[3]،ثم
اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتى تبيّن بياض إبطيه، ثم قال له: ما تري يا
علي؟ قال: أرى أنَّ الله عزَّوجل قد شرَّفني بک حتى إني لو أردت أن أمسَّ
السماء لمسستها. فقال ـــــــــــــ