والتفريق[1]، وبرهان الدين الحلبي في سيرته[2]، والزمخشري في خصائص العشرة کما في السيرة الحلبية[3]، وزيني دحلان في سيرته.[4] هذا ما کان قبل الهجرة. 2ـ
وأما ما کان بعد الهجرة فهو الذي دلَّ عليه حديث ابن مسعود وجابر وابن
عباس بألفاظ متقاربة، قالوا: إنَّ النبي دخل مکة يوم الفتح، وحول الکعبة
ثلاثماثة وستون صنماً لقبائل العرب، لکل قوم صنم، فجعل يطعنها بمخصرة في
يده ويقول جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ[5]فينکب
الصنم لوجهه، حتى ألقاها جميعاً، وبقي صنم خزاعة فوق الکعبة، وکان من
قوارير صفر، وفي رواية جابر: وکان على البيت صنم طويل يقال له: (هُبَل)،
فنظر النبي إلى علي وقال له: يا علي ترکب عليَّأو أرکب عليک لألقي هبل عن
ظهر الکعبة؟ قلت: يا رسول الله بل ترکبني. فلما جلس على ظهري لم أستطع حمله
لثقل الرسالة، قلت: يا رسول الله بل أرکبک. فضحک ونزل وطأطأ لي ظهره
واستويت عليه، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو أردت أن أمسک السماء
لأمسکتها بيدي، قألقيت هبل عن ظهر الکعبة ـ وهو من نحاس ـ فأنزل الله تعالى
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ ــــــــ
[1] تاريخ بغداد 13/302. موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 432 ط حيدر آباد.