و هو الشامل للتقييد والتخصيص.
و من هنا يكون حال آية السيف بالقياس إلى ما نحن فيه حال قوله تعالى: { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } [1].
و سيجيء مزيد البحث والتوضيح لمعنى النسخ عند تفسير قولن تعالى: { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها } [2].
و دعوى: منافاة القول الحسن للنهي عن موادة الكفار وإظهار المحبة لهم،
مدفوعة، بأن المراد من القول الحسن ليس هو ما يحبونه ويشتهونه من الباطل كي
نكون قد نهينا عنه، وإنما المراد به هو الحسن في ذاته من المعاملة
بالمعروف والصدق والقول اللين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى غير
ذلك مما تقتضيه ضرورة الاجتماع وسلامة المجتمع ويكون فيه مسلكا لهدايتهم
وطريقا لإرشاردهم. { و أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } المفروضتين عليهم بحدودها وشرائطها وكما أو جبها اللّه عليهم.
فإنهم كانوا مكلّفين بالصلاة والزكاة بل وبعض الواجبات الاخر، إذ ليس ذلك
من مختصات المسلمين، كما يظهر ذلك من جملة من الآيات الكريمة، قال تعالى
حكاية عن قول عيسى عليه السّلام: { و أوصاني بالصّلاة والزّكوة ما دمت حيّا } [3].
نعم، قد يكون الواجب عليهم مختلفا من حيث الشكل والشرائط واالضوابط مع الواجب علينا، إلا أن ذلك لا يمنع من كونهم مكلّفين بها.
و من هنا: فلا مبرر لحمل الآية الكريمة على محامل لا شاهد لها من