{ بالحقّ وهم يعلمون } [1].
و قال تعالى: { يومئذ لاّ تنفع الشّفاعة إلاّ من أذن له الّرحمن ورضي له قولا } [2]، وقال تعالى: { و كم مّن مّلك في السّموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلاّ من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى } [3]، إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي تتضمن إثبات الشفاعة في الجملة.
و أمّا النصوص فهي متواترة ومتظافرة، حتى ذكر في كنز العرفان ما يريد على
ثمانين رواية تدل على ثبوت الشفاعة يوم القيامة، فقد روى انس بن مالك أن
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: «أنا أول الناس يشفع في الجنة. وأنا
أكثر الناس تبعا»[4]، وعن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: «لكل نبي دعوة يدعوها فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة»[5]،
وعنه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: «لكل نبي دعوة مستجابة
فتعجل كل نبي دعوته وإني أختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة
إن شاء اللّه من مات من أمتي لا يشرك باللّه شيئا»[6].
و روى أبو الربيع عن حماد بن زيد قال: قلت لعمرو بن دينار: أسمعت جابر بن
عبد اللّه يحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن اللّه يخرج قوما من
النار بالشفاعة؟قال: نعم[7].
بل في كثير من اخبار الفريقين تفسير قوله تعالى: { عسى أن يبعثك ربّك مقاما محمودا } [8].