ملازمة
للمیل إلیهم بل یمکن ان تکون ناشئة من داع آخر، و ان کان المراد من الرکون
الاستناد إلیهم و الاعتماد علیهم فأیضا یکون اعظم من اعانتهم بل معاونتهم
لا تکون استنادا إلیهم فلا مجال لدعوی الأولویة علی کلا التقدیرین کما
قلنا.
[1] بدعوی ان المستفاد من الآیة حرمة الإعانة علی الأثم. و فیه انا قد
ذکرنا فی بعض المباحث المتقدمة ان المستفاد من الآیة حرمة التعاون لا حرمة
الإعانة.
الوجه الخامس: النصوص الواردة فی هذا الباب
منها ما رواه ابو حمزة عن علی بن الحسین علیهما السلام فی حدیث قال.
ایاکم و صحبة العاصین و معونة الظالمین [2] فانه یستفاد من الحدیث المذکور
حرمة اعانة الظالم فی ظلمه و سند الروایة تام.
الفرع الثانی: یحرم معونة الظالم فی کل محرم و لو لم یکن ظلما
و یمکن الاستدلال بحدیث أبی حمزة فان مقتضی اطلاقه أن معونة الظالم فیما
یصدر عنه حراما حرام فالإعانة علی الأثم حرام فی الجملة بمقتضی اطلاق النص
فلا ینافی المناقشة فی دلالة الآیة الشریفة علی حرمة الإعانة علی الاطلاق و
صفوة القول: مع صدق عنوان معونة الظالم فی الحرام یمکن الالتزام بالحرمة بمقتضی النص.
الفرع الثالث: انه هل تجوز اعانة الظلمة فی الأمور المباحة اذا لم یعد من اعوان الظلمة أم لا؟
مقتضی اطلاق حدیث أبی حمزة الحرمة فان قوله علیه السلام «و معونة
الظالمین» بإطلاقه یقتضی الحرمة و لو کانت الإعانة فی الأمر المباح و مما
یدل علی المدعی ما رواه یونس بن یعقوب قال: قال لی أبو عبد اللّه علیه
السلام لا تعنهم علی بناء مسجد [3] فان المستفاد من الحدیث حرمة اعانتهم
حتی فی بناء المساجد
(1) المائدة/ 2 (2) الوسائل الباب 42 من ابواب ما یکتسب به الحدیث 1 (3) نفس المصدر الحدیث 8