responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 65

الله معاوية! والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذّبني أبداً» [١].

أمّا زياد بن سميّة فكان يجمع الناس بباب قصره يحرّضهم على لعن علي ، فمَنْ أبى عرضه على السيف [٢] ، وكان يعذّب بغير القتل من صنوف العذاب ، وتقدّمت إشارات إلى ذلك في كلام المدائني ، وهذا ابن الأثير يذكر لنا أنّه قطع أيدي ثمانين أو ثلاثين رجلاً من أهل الكوفة [٣] ، وقد نوى في آخر أيامه أن يعرض أهل الكوفة أجمعين على البراءة من علي ولعنه ، وأن يقتل كلّ مَنْ امتنع من ذلك ويخرب منزله ، ولكنّه مات قبل أن يُنفّذ هذه الفكرة [٤].

هذا كلّه بالإضافة إلى سياسة الترحيل والتشريد التي قصد بها إلى إضعاف المعارضة في العراق ـ وتقدّمت إشارة إليها في نصّ ابن أبي الحديد عن المدائني ـ فقد أنزل من الكوفيين وأُسرهم ـ وكانوا أعظم الثوار تشيعاً ـ خمسين ألفاً في خراسان [٥] ، وبذلك حطّم قوّة المعارضة في الكوفة وخراسان معاً.

* * *

هذا عرض موجز للسياسة التي تتناول حياة الناس وأمنهم ، وأمّا السياسة التي تتناول أرزاق الناس وموارد عيشهم فلا تقل قتامة وكلوحاً وإيغالاً في الظلم عن سابقتها.

فإنّ معاوية بعد أن تمّ له السلطان على البلاد الإسلاميّة في عام الجماعة عالن الناس بطبيعة الحكم الجديد في كلمته التالية :


[١] ابن الأثير : الكامل ٣ / ٢١٢.

[٢] المسعودي : مروج الذهب ٣ / ٣٥.

[٣] الكامل لابن الأثير ٣ ـ ٧٣.

[٤] شرح نهج البلاغة ٤ ـ ٥٨ ، ومروج الذهب ٣ ـ ٣٥.

[٥] بروكلمان : تاريخ الشعوب الإسلامية ١ ـ ١٢٨ ، وفيليب حتي : تاريخ العرب : ٢ ـ ٢٥٩ ـ ٢٦٠.

نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست