responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 66

«يا أهل الكوفة ، أترون أنّي قاتلتكم على الصلاة ، والزكاة والحجّ ، وقد علمت أنّكم تُصلّون ، وتزكون وتحجّون ، ولكنّي قاتلتكم لأتأمّر عليكم ، وألي رقابكم ، وقد أتاني الله ذلك وأنتم كارهون. ألا إنّ كلّ دم اُصيب في هذه مطلول ، وكلّ شرط شرطته فتحت قدَمي هاتين».

وكان قد قال قبل ذلك لمّا تمّ الصلح : «رضينا بها ملكاً» [١].

وكان معاوية أميناً لمنهجه هذا ، فلم يحد عنه أبداً.

وشهدت الأمّة المسلمة من جوره وعسفه ما لم تعهد مثله في سالف أيّامها. وكان أوفر دهاء من أن يدع للمضطهدين منفذاً للتعبير عن سخطهم واستيائهم ، بل كان من البراعة بحيث حمل الكثيرين على وصفه بالحلم والكرم ، والإعجاب به لذلك. وترى كتب التاريخ والأدب حافلة بالحديث عن حلم معاوية وسخائه وبذله الأموال ، ولكنّ شيئاً من دقّة الملاحظة يكشف عن حقيقة الحال ؛ فإنّ هذا السخاء كان مقصوراً على حفنة من الناس لا يتعدّاها إلى غيرها من العامّة ممّن هم في أمس الحاجة إلى الدرهم. لقد كان سخاء معاوية مقصوراً على هذه الطبقة الإرستقراطية التي صعد على أكتافها إلى الحكم ، والتي استعان بما لها من نفوذ سياسي أو ديني في مؤامراته أو حروبه. وكانت هذه الطبقة مؤلّفة من زعماء القبائل الموالين له ، ومن بعض الأشخاص الذين قذفت بهم أحداث الإسلام الأولى مرغمين إلى صحبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولولا ذلك لفضلوا أن يكونوا في صفوف أعدائه ، فتدفّقت الثروات الضخمة ، والعطايا الجزيلة على أفراد هذه الطبقة ، وحرم سائر الناس من مطالبهم الأساسية ، وطفق المحدّثون الرسميون (القُصّاص) يُذيعون في الناس سخاء معاوية وكرمه ، مستشهدين بهباته الجزيلة لفلان وفلان. وتناقل الرواة هذه الأحاديث حتّى سجّلها


[١] ابن الأثير : الكامل ٦ ـ ٢٢٠.

نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست