نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 351
السفاح ، فانتهينا
إلى قبر هشام بن عبد الملك فاستخرجناه صحيحاً ، ما فقدنا منه إلاّ عرنين أنفه ، فضربه
عبد الله بن علي ثمانين سوطاً ثمّ أحرقه ، واستخرجنا سليمان بن عبد الملك من أرض
دابق فلم نجد منه شيئاً إلاّ صلبه ورأسه وأضلاعه فأحرقناه ، وفعلنا مثل ذلك
بغيرهما من بني اُميّة ، وكانت قبورهم بقنسرين. ثمّ انتهينا إلى دمشق ، فاستخرجنا
الوليد بن عبد الملك ، فما وجدنا في قبره قليلاً ولا كثيراً ، واحتفرنا عن عبد
الملك فما وجدنا إلاّ شئون [١]
رأسه ، ثمّ احتفرنا عن يزيد بن معاوية فلم نجد منه إلاّ عظماً واحداً ، ووجدنا من
موضع نحره إلى قدمه خطّاً واحداً أسود كأنّما خطّ بالرماد في طول لحده ، وتتبعنا
قبورهم في جميع البلدان ، فأحرقنا ما وجدنا فيها منهم.
قال ابن أبي الحديد : قرأت هذا الخبر على
النقيب أبي جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي بن عبد الله في سنة خمس وستمئة ، وقلت له
: أمّا إحراق هشام بإحراق زيد فمفهوم ، فما معنى جلده ثمانين سوطاً؟ فقال رحمه
الله تعالى : أظنّ عبد الله بن علي ذهب في ذلك إلى حدّ القذف ؛ لأنّه يُقال : إنّه
قال لزيد : يابن الزانية لمّا سبّ أخاه محمداً الباقر عليهالسلام ، فسبّه زيد وقال
له : سمّاه رسول الله صلىاللهعليهوآله
الباقر وتسميه أنت البقرة! لشدّ ما اختلفتما! ولتخالفنّه في الآخرة كما خالفته في
الدنيا ، فيرد الجنة وترد النار. وهذا استنباط لطيف.
قال مروان لكاتبه عبد الحميد بن يحيي
حين أيقن بزوال ملكه : قد احتجت إلى أن تصير مع عدوّي وتظهر الغدر بي ؛ فإنّ
إعجابهم ببلاغتك ، وحاجتهم إلى كتابتك تدعوهم إلى اصطناعك وتقريبك ، فإن استطعت أن
تسعى لتنفعني في حياتي ، وإلاّ فلن تعجز عن حفظ حرمي بعد وفاتي.
لمّا أشرف عبد الله بن على يوم الزاب في
المسودة ، وفي أوائلهم البنود السود تحملها الرجال على الجمال البخت ، وقد جعل لها
بدلاً من القنا خشب الصفصاف [٢]
والغرب ،