نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 352
قال مروان لمَنْ قرب
منه : أما ترون رماحهم كأنّها النخل غلظاً؟! أما ترون أعلامهم فوق هذه الإبل
كأنّها قطع الغمام السود؟! فبينما هو ينظرها ويعجب ، إذ طارت قطعة عظيمة من
الغربان السود ، فنزلت على أوّل عسكر عبد الله بن علي ، واتصل سوادها بسواد تلك
الرايات والبنود ومروان ينظر ، فازداد تعجّبه وقال : أما ترون إلى السواد قد اتصل
بالسواد ، حتّى صار الكل كالسحب السود المتكاثفة! ثمّ أقبل على رجل إلى جنبه فقال
: ألا تعرّفني مَنْ صاحب جيشهم؟ فقال : عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب. قال : ويحك! أمن ولد العباس هو؟ قال : نعم. قال : والله لوددت أن علي
بن أبي طالب عليهالسلام
مكانه في هذا الصف.
قال : يا أمير المؤمنين ، أتقول هذا
لعلي مع شجاعته التي ملأ الدنيا ذكرها؟!
قال : ويحك! إنّ علياً مع شجاعته صاحب
دين ، وإنّ الدين غير الملك ، وإنّا نروي عن قديمنا أنّه لا شيء لعلي ولا لولده في
هذا. ثمّ قال : مَنْ هو من ولد العباس؟ قال : لمّا كان ساير عبد الله بن علي في
آخر أيام بني اُميّة عبد الله بن حسن بن حسن ، ومعهما داود بن علي ، فقال داود
لعبد الله بن الحسن : لِمَ لا تأمر ابنيك بالظهور؟ فقال عبد الله بن حسن : لم يأن
لهما بعد. فالتفت إليه عبد الله بن علي ، فقال : أظنّك ترى أنّ ابنيك قاتلا مروان؟!
فقال عبد الله بن حسن : إنّه ذلك.
قال : هيهات! ثمّ تمثل :
سيكفيكَ الجعالة مستميتٌ
خفيفُ الحاذِ من فتيانِ جرمِ
أنا والله أقتل مروان وأسلبه ملكه ، لا
أنت ولا ولداك.
وروى أبو الفرج أيضاً : أنّ أبا العباس
دعا بالغداء حين قتلوا ، وأمر ببساط فبسط عليهم ، وجلس فوقه يأكل وهم يضطربون تحته
، فلمّا فرغ قال : ما أعلم أنّي أكلت أكلة
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 352