نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 178
الحسين عليهالسلام فقال له : والله ، إنّي
لأنظر فما أرى معك أحداً ، ولو لم يقاتلك إلاّ هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفي
بهم ، وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة إليك بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس ما لم ترَ
عيناي في صعيد واحد جمعاً أكثر منه ، فسألت عنهم فقيل : اجتمعوا ليُعْرَضوا ثمّ
يُسْرَحون إلى الحسين.
فأنشدك الله إن قدرت على ألاّ تقدم
عليهم شبراً إلاّ فعلت ، فإن أردت أن تنزل بلداً يمنعك الله به حتّى ترى من رأيك ،
ويستبين لك ما أنت صانع فسر حتّى اُنزلك مناع جبلنا الذي يُدعى أَجَأ ، امتنعنا
والله به من ملوك غسّان وحمير ، ومن النعمان بن المنذر ، ومن الأسود والأحمر.
والله إن دخل علينا ذلّ قط فأسير معك حتّى أنزلك القُرَيَّةَ ، ثمّ نبعث إلى
الرجال ممّن بأجأ [١]
وسلمى من طيء ، فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتّى تأتيك طيء رجالاً وركباناً ، ثمّ
أقم فينا ما بدا لك ؛ فإن هاجك هَيْج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين
يديك بأسيافهم ، والله لا يصلوا إليك أبداً وفيهم عين تَطْرِف.
فقال له : «جزاك الله وقومك خيراً ، إنّه
قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف ، ولا ندري علامَ
تنصرف بنا وبهم الاُمور في عاقبة».
قال أبو مخنف : ومضى الحسين عليهالسلام حتّى انتهى إلى قصر
بني مقاتل فنزل به.
قال أبو مخنف : حدّثني عبد الرحمن بن
جندب ، عن عقبة بن سمعان قال : لمّا كان في آخر الليل أمر الحسين عليهالسلام بالاستقاء من الماء
، ثمّ أمرنا بالرحيل ، ففعلنا. قال : فلمّا ارتحلنا من قصر بني مقاتل وسرنا ساعة
خَفَق الحسين عليهالسلام
برأسه خفْقَة ثمّ انتبه وهو يقول : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ
العالمين». قال : ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً.
فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين عليهالسلام على فرس له فقال : يا
أبت جعلت فداك ، ممَّ حمدت الله واسترجعت؟!
[١] ممّن بأجأ : أي
ممّن هم في طريقة واحدة ونهج واحد.
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 178