نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 179
قال : «يا بني ، إنّي خفقت برأسي خفقة
فعنَّ لي فارس على فرس فقال : القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم ، فعلمت أنّها
أنفسنا نُعيت إلينا».
قال له : يا أبت ، لا أراك الله سوءاً ،
ألسنا على الحقّ؟
قال : «بلى والذي إليه مرجع العباد».
قال : يا أبت ، إذاً لا نبالي نموت
محقّين.
فقال له : «جزاك الله من ولد خير ما جزى
ولداً عن والده».
قال أبو مخنف : فلمّا انتهوا إلى نينوى
(المكان الذي نزل به الحسين عليهالسلام)
قال : فإذا راكب على نجيب له وعليه السلاح ، متنكب قوساً مقبل من الكوفة ، فدفع
إلى الحرّ كتاباً من عبيد الله بن زياد ، فإذا فيه : أمّا بعد ، فجعجع بالحسين حين
يبلغك كتابي ، ويقدم عليك رسولي ، فلا تنزله إلاّ بالعَراء في غير حُصن وعلى غير
ماء ، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري ، والسلام.
فلمّا قرأ الكتاب ، قال لهم الحرّ : هذا
كتاب الأمير عبيد الله بن زياد يأمرني فيه أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه
كتابه ، وهذا رسوله وقد أمره ألاّ يفارقني حتّى أنفذ رأيه وأمره.
وأخذ الحرّ بن يزيد القوم بالنزول في
ذلك المكان على غير ماء ولا في قرية ، فقالوا : دعنا ننزل في هذه القرية (يعنون
نِينَوى) [١]
، أو هذه القرية (يعنون الغاضرية) ، أو هذه الأخرى (يعنون شُفَيَّة).
فقال : لا والله ، ما أستطيع ذلك هذا
رجل قد بُعث إلي عيناً. فقال له زهير بن القين : يابن رسول الله ، إنّ قتال هؤلاء
أهون من قتال مَنْ يأتينا من بعدهم ، فلعمري! ليأتينا من بعد مَنْ ترى ما لا قبل
لنا به.
[١] قال الحموي في
معجم البلدان : نينوى بسواد الكوفة منها كربلاء التي قُتل بها الحسين عليهالسلام ، قال المؤلِّف : ورد
اسم نينوى لمدينة في جنوب العراق في الكتابات المسمارية المكتشفة في وادي الرافدين
قبل نينوى الموصل بقرون.
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 179