نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 177
النفر الذين من أهل
الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك ، وأنا حابسهم أو رادّهم. فقال له الحسين عليهالسلام : «لأمنعنهم ممّا
أمنع منه نفسي ؛ إنّما هؤلاء أنصاري وأعواني ، وقد كنت أعطيتني ألاّ تعرض لي بشيء
حتّى يأتيك كتاب من ابن زياد».
فقال : أجل ، لكن لم يأتوا معك. قال : «هم
أصحابي ، وهم بمنزلة مَنْ جاء معي ، فإن أتممت على ما كان بيني وبينك وإلاّ ناجزتك».
قال : فكفَّ عنهم الحرّ.
قال : ثم قال لهم الحسين عليهالسلام : «أخبروني خبر
الناس وراءكم؟».
فقال له مجمع بن عبد الله العائذي ، وهو
أحد النفر الأربعة الذين جاؤوه : أمّا أشراف الناس فقد اُعظمت رشوتهم ، ومُلئت
غرائرهم ، يُستمال ودّهم ، ويُستخلص به نصيحتهم ، فهم (ألب واحد عليك) [١].
قال : «أخبروني فهل لكم برسولي إليكم؟».
قالوا : مَنْ هو؟ قال : «قيس بن مسهر الصيداوي». فقالوا : نعم ، أخذه الحصين بن
تميم فبعث به إلى ابن زياد ، فأمره ابن زياد أن يلعنك ويلعن أباك ، فصلّى عليك
وعلى أبيك ، ولعن ابن زياد وأباه ، ودعا إلى نصرتك ، وأخبرهم بقدومك ، فأمر به ابن
زياد فأُلقي من طَمارِ القصر [٢].
فترقرقت عينا الحسين عليهالسلام ولم يملك دمعه ، ثمّ
قال : «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا
تَبْدِيلاً. اللّهمّ اجعل لنا ولهم الجنّة نُزُلاً ، واجمع بيننا وبينهم في مستقر
من رحمتك ، ورغائب مذخور ثوابك».
قال أبو مخنف : حدّثني جميل بن مرثد من
بني معن ، عن الطرماح بن عدي : أنّه دنا من
[١] ألب واحد عليك :
أي مجتمعين عليك. أشراف الكوفة في عهد ابن زياد هم الوجوه الاجتماعية التي كانت
ركائز النفاق على عهد علي عليهالسلام
، ولم تستجب لهديه ؛ ومن ثَمّ اعتمدها زياد في تنفيذ مخطّط معاوية لتصفية التشيّع
في الكوفة ، وهم رؤوس الجيش الذي حارب الحسين عليهالسلام.