نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 174
قال أبو مخنف : فحدّثتني دلهم بنت عمرو
امرأة زهير بن القين قالت : فقلت له : أيبعث إليك ابن رسول الله ثمّ لا تأتيه؟! سبحان
الله! لو أتيته فسمعت من كلامه ثمّ انصرفت. قالت : فأتاه زهير بن القين ، فما لبث
أن جاء مستبشراً قد أسفر وجهه. قالت : فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فقُدّم وحُمل إلى
الحسين عليهالسلام
، ثمّ قال لامرأته : أنت طالق ، الحقي بأهلك ؛ فإنّي لا أحبّ أن يصيبك من سببي
إلاّ خير ، ثمّ قال لأصحابه : مَنْ أحبّ منكم أن يتبعني وإلاّ فإنّه آخر العهد ؛
إنّي سأحدّثكم حديثاً : غزونا بَلَنْجَر [١]
، ففتح الله علينا وأصبنا غنائم ، فقال لنا سلمان الباهلي [٢] : أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من
الغنائم؟! فقلنا : نعم. فقال لنا : إذا أدركتم شباب آل محمّد فكونوا أشدّ فرحاً
بقتالكم معهم منكم بما أصبتم من الغنائم. فأمّا أنا فإنّي أستودعكم الله. قال : ثمّ
والله ما زال في أوّل القوم حتّى قُتل [٣].
قال أبو مخنف : وفي الثعلبية [٤] بلغه خبر قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن
عروة ، ثمّ
[١] قال الحموي : بلنجر
(بفتحتين ، وسكون النون ، وجيم مفتوحة) : مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب.
قالوا : فتحها عبد الرحمن بن ربيعة واستشهد ، ثمّ أخذ الراية أخوه سليمان بن ربيعة
الذي رجع ببقية المسلمين على طريق جيلان.
[٢] الإصابة ـ ابن
حجر ٣ / ١١٧ : سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو بن سهم بن ثعلبة الباهلي ، مختلف في
صحبته. قال أبو حاتم : له صحبة ، يُكنى أبا عبد الله. وقال أبو عمر : ذكره العقيلي
في الصحابة وهو عندي كما قال أبو حاتم. شهد فتوح الشام ثمّ سكن العراق ، وولي غزو
أرمينية في زمن عثمان فاستشهد قبل الثلاثين أو بعدها (الإصابة ترجمة سلمان بين
ربيعة). قال المؤلِّف : بلنجر : من أعمال أرمينية. قال البلاذري (في فتوح البلدان
/ ٢٤٠ ـ ٢٤١) : قُتل سلمان بن ربيعة الباهلي خلف نهر البلنجر في أربعة آلاف من
المسلمين ، وكان مع سلمان ببلنجر قرضة بن كعب الأنصاري ، وهو جاء بنعيه إلى عثمان.
والظاهر من رواية سيف أنّ استشهاده سنة ٣٣ هجرية. انظر الردّة والفتوح ـ لسيف بن
عمر. قال المؤلِّف : وفي ضوء ذلك يتّضح أنّ رواية سلمان عن النبي
صلىاللهعليهوآله : «خير قتل شباب آل
محمد في كربلاء» ، إنّما كان في النصف الثاني من عهد عثمان حين ضعفت سياسة المنع
من نشر الحديث ، وتصدّي أبي ذر ونظرائه لإحياء أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله في أهل بيته عليهمالسلام.