نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 175
ارتحل الحسين عليهالسلام حتّى انتهى إلى
زُبالة وفيها سقط إليه [١]
مقتل رسوله عبد الله بن بُقْطُر ، ثمّ سار حتّى مرّ ببطن العقبة فنزل بها ، ثمّ
سار حتّى نزل شَراف [٢]
، فلمّا كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا ، ثمّ ساروا منها حتّى
التقى مع الحرّ بن يزيد التميمي اليربوعي في ألف فارس مع الحرّ ، وكان مجيء الحرّ
بن يزيد ومسيره إلى الحسين عليهالسلام
من القادسية ؛ وذلك أنّ عبيد الله بن زياد لمّا بلغه إقبال الحسين بعث الحصين بن
تميم التميمي ـ وكان على شرطه ـ فأمره أن ينزل القادسية ، وأن يضع المسالح فينظم
ما بين القُطْقُطانة إلى خَفّان ، وقدّم الحرّ بن يزيد بين يديه في هذه الألف من
القادسية فيستقبل حسيناً عليهالسلام.
وقال الحرّ للحسين عليهالسلام
: قد أُمرنا إذا نحن لقيناك ألاّ نفارقك حتّى نقدمك على عبيد الله بن زياد ، فإذا
أبيت فخذ طريقاً لا تدخلك الكوفة ولا تردّك إلى المدينة تكون بيني وبينك نصفاً ؛
حتّى أكتب إلى ابن زياد وتكتب أنت إلى يزيد بن معاوية إن أردت أن تكتب إليه ، أو
إلى عبيد الله بن زياد إن شئت ، فلعل الله إلى ذاك أن يأتي بأمر يرزقني فيه
العافية من أن أبتلى بشيء من أمرك ، ثمّ إنّ الحسين عليهالسلام
سار في أصحابه والحرّ يسايره. قال أبو مخنف عن عُقْبَة بن أبي العَيْزار : إنّ
الحسين عليهالسلام
خطب أصحابه وأصحاب الحرّ بالبَيْضَة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أيّها
الناس ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : مَنْ رأى سلطاناً جائراً ، مستحلاً لحرم الله ، ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً
لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول
كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله. ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا
طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلّوا حرام
الله ، وحرّموا حلاله ، وأنا أحقّ مَنْ غيَّر» [٣].
وقال عليهالسلام
في ذي حُسُم : «إنّه قد نزل من الأمر ما قد ترون ، وإنّ الدنيا قد تغيّرت