وممّا يؤكد ذلك
أيضا أنه قد ورد في أخبارنا أن المستضعفين من المخالفين ممّن يرجى لهم الفوز
بالجنة ، وإن دلّت الآية الشريفة على أنهم من المرجئين لأمر الله إلّا إن ظاهر
جملة من الأخبار أن عاقبة أمرهم إلى الجنّة [٣] ، بل قال شيخنا المجلسي ـ طاب ثراه ـ على ما نقله عنه
السيد نعمة الله رحمهالله في بعض فوائده ـ : (إن المستضعفين والكفّار ممّن لم تقم
الحجّة عليه من عوامهم ، ومن بعد عن بلاد الإسلام ممّن يرجى له النجاة) [٤].
ثم قال السيد رحمهالله ـ بعد نقل ذلك عنه ـ : (وهذا القول ، وإن لم يوافقه
عليه الأكثر ؛ إلّا إنه غير بعيد ممن تتبع الأخبار) انتهى.
وحينئذ ، فلو
أوقع أحد هؤلاء العبادة التي أخذها من آبائه وأسلافه معتقدا أن هذا هو أقصى ما
كلّف به وما هو مطلوب منه ، فالظاهر أيضا صحتها بالتقريب المتقدّم. وأمّا بالنسبة
إلى من عدا من ذكرنا ، فالظاهر أن جهلهم ليس كجهل اولئك حتّى يكون موجبا للعذر لهم
ومصحّحا لعباداتهم ، فإنّه لا أقلّ من أن يكونوا بالاطّلاع على من يصحبونه من
المصلّين الآتين بالصلاة على وجهها ،