وإرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، والحثّ والزجر على التعلّم والتفقّه ،
والفحص والسؤال؟ وإلى من تتوجه هذه الخطابات إذا وسع الجاهل البقاء على جهله ،
وصحّ ما يأتي به موافقا أو مخالفا؟ وفي هذا من الشناعة ما لا يلتزمه [١] محصّل.
وأخبار لا يسع
الناس البقاء على الجهالة [٢] ، وحديث [٣] تفسير قوله تعالى (فَلِلّهِ الْحُجَّةُ
الْبالِغَةُ)[٤] ، وغيرها [٥] صريحة في ردّه مع أنه قد ورد في حسنة زرارة عنه عليهالسلام حين رأى من يصلّي ، ولم يحسن ركوعه ولا سجوده أنه قال :
«نقر كنقر
الغراب ، لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتن على غير ديني»[٦].
وقد استفاض
أيضا عنهم عليهمالسلام : «ليس
منّا من استخفّ بصلاته»[٧].
قلت : القول
الفصل والمذهب الجزل في هذا المجال ، أن يقال : الظاهر أن الحكم في ذلك يختلف
باختلاف أحوال الناس في انسهم بالأحكام ، والتمييز بين الحلال والحرام وعدمه ،
وقوة عقولهم وأفهامهم وعدمها ، ولكلّ تكليف يناسب
[٥] الكافي ١ : ٤٠ ـ
٤١ / ١ ـ ٩ ، باب سؤال العالم وتذاكره.
[٦] الكافي ٣ : ٢٦٨
/ ٦ ، باب من حافظ على صلاته أو ضيعها ، وسائل الشيعة ٤ : ٣١ ـ ٣٢ ، أبواب أعداد
الفرائض ، ب ٨ ، ح ٢ ، ونحوه في المحاسن ١ : ١٥٨ ـ ١٥٩ / ٢٢٢ عن عبد الله بن بكير
عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام.
[٧] الفقيه ١ : ١٣٢
/ ٦١٧ ، وسائل الشيعة ٤ : ٢٥ ، أبواب أعداد الفرائض ، ب ٦ ، ح ٥ ، وفيهما : ليس
منّي ، بدل : ليس منّا.
[٨] الكافي ٣ : ٢٧٠
/ ١٥ ، باب من حافظ على صلاته أو ضيعها ، وسائل الشيعة ٤ : ٢٤ ، أبواب أعداد
الفرائض ، ب ٦ ، ح ٣ ، وفيهما : بالصلاة بدل : بصلاته.