القعدة ، تردّه الأخبار الواردة بقراءة أمير المؤمنين عليهالسلام آيات (براءة) في الموسم تلك السنة ، فإنها صريحة في كون
الحج تلك السنة كان في ذي الحجة ، ففي حديث عن الصادق عليهالسلام في تفسير قوله تعالى (فَسِيحُوا فِي
الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ)[١] : «فهذه
أشهر السياحة : عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من ربيع
الآخر»[٢].
وفي حديث آخر
عنه عليهالسلام : «فلما
قدم علي عليهالسلام ، وكان يوم النحر بعد
الظهر ، وهو يومالْحَجِّ الْأَكْبَرِ، قام ثم
قال : إني رسول رسول الله صلىاللهعليهوآله إليكم فقرأها عليهم :
(بَراءَةٌ مِنَ اللهِ
وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. فَسِيحُوا فِي
الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ)[٣]
: عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول ، وعشرا من شهر ربيع الآخر»[٤].
إلى غير ذلك من
الأخبار.
فقد اتّضح بذلك
أن الأظهر في رفع التناقض فيما ذكره شيخنا ثقة الإسلام هو ما قدمنا ذكره في المقام
، وهو أن الحمل به صلىاللهعليهوآله كان في شهر جمادي [الآخرة] [٥] ، وحجهم ـ بناء
على النسيء ـ كان في ذلك الشهر.
ومما يؤيده
أيضا ما وجدته في حاشية الفاضل الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ حسن ابن شيخنا
الشهيد الثاني ـ قدس تعالى أرواحهم ـ على (شرح اللمعة) قال : (ورأيت في كتاب (اصول
الأخبار) للشيخ حسين بن عبد الصمد قال : (ذكر علي بن طاوس في كتاب (الإقبال على
الأعمال) [٦] أن ابتداء الحمل