بالنبي صلىاللهعليهوآله في تسع عشرة من جمادى الآخرة. وذكر الشيخ محمد بن علي
بن بابويه رحمهالله في الجزء الرابع من كتاب (النبوة) أن الحمل به ـ صلوات
الله عليه وآله ـ [كان] ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة ذهبت من جمادى الآخرة) [١].
هذه عبارته
بعينها ، ثم قال : (وهاتان الروايتان توافقان الشرع ويضعف معهما الاعتماد على ما
عليه الأكثر) [٢] انتهى.
وربما حمل ذلك
على النسيء) انتهى ما ذكره في الحاشية المشار إليها ، وعلى هذا يكون مدة الحمل
تسعة أشهر. وعلى تقدير صحة كلام مجاهد فالذي يلزم منه أيضا كون مدّة الحمل عشرة
أشهر كما عرفت ، لا ما توهمه ذلك الفاضل [٣] من كونه سنة ، وبذلك يظهر لك ما في كلام شيخنا الشهيد
الثاني ـ نوّر الله تعالى مرقده ـ في (شرح اللمعة) ، حيث قال بعد نقل الأقوال في
أقصى مدة الحمل : (واتفق الأصحاب على أنه لا يزيد على السنة ، مع أنهم رووا أن
النبي صلىاللهعليهوآله حملت به امّه أيام التشريق ، واتفقوا على أنه ولد في
شهر ربيع الأول ، فأقل ما يكون لبثه في بطن امّه سنة وثلاثة أشهر ، وما نقل أحد من
العلماء أن ذلك من خصائصه صلىاللهعليهوآله) [٤] انتهى.
فانه ناشئ عن
عدم إعطاء التأمل حقه في هذا المجال ، والغفلة عما أجيب به عن هذا الإشكال.
وقال شيخنا
المجلسي ـ طيب الله مرقده ـ في كتاب (الأربعون الحديث) ، بعد نقل كلام الكليني ـ نوّر
الله تعالى ضريحه ـ وإيراد الإشكال عليه ، ثم إيراد كلام