أولا
: أن من الامور
البيّنة اشتراط ذلك في كثير من الصور كالبارد والحار ، والهابط والصاعد ، والساكن
والمتحرك ، والأبيض والأحمر ، والمملوك والموجود.
ومن القواعد
الظاهرة [١] أن قاعدة الوضع اللغويّ في كلّ صنف من أصناف المشتقّات
واحدة ، ولو لا البناء على القواعد الظاهرة [٢] ، لبطلت قواعد كثيرة من فنون العربيّة.
وثانيا
: أن مقتضى
النظر الدقيق ، ومذهب المحققين أن معنى المشتقات ـ كالعالم ـ : أمر بسيط ، ومقتضى
ظاهر النظر ما اشتهر بين اللغويين من أنّ معناه : شيء قام به العلم ، والوجدان
حاكم بأنه ليس هنا معنى بسيط يصلح سوى لا بشرط مأخذ الاشتقاق ، فلا بد في [٣] بقاء معناه من
بقائه.
ثم اعلم أنه قد
يصير بعض الألفاظ المشتقة حقيقة عرفية عامة أو خاصة أو مجازا مشهورا عند جماعة ،
أو عاما فيما يعمّ معناها اللغوي ، وما في حكمه عرفا أو شرعا ، ومنه المؤمن والكافر
وأشباههما. ومن الامور العجيبة أنه طال التشاجر بينهم في هذه المسألة من غير فيصل
يقطع دابر المنازعة ، والله الموفق للصواب) انتهى كلامه زيد مقامه.
وأنت خبير بأن
كلامه قدسسره إنما يتّجه على تقدير تقرير محلّ النزاع بما هو أعمّ من
المشتقّات المقصود بها الحدوث أو الدوام ، وأعمّ من أن يطرأ عليها [٤] وصف وجودي
ينافي الأول أم لا ؛ فإنه على تقدير التخصيص [٥] في الموضعين المذكورين ـ كما هو أحد الأقوال المتقدمة ـ
يلزم أن يكون جميع ما ذكره من