وكذا ما كان من
صيغ اسم الفاعل مسلوكا به مسلك الصفة [١] المشبهة [٢] ، ونحوها في عدم إرادة الحدوث ؛ سواء اريد منه الدوام
والاستمرار ، كالخالق والرازق من أسمائه تعالى ، أو بمعنى : ذي كذا مجرّدا كالمرضع
[٣] والمؤمن والكافر والحائض ، أو مع الكثرة كاللابن والتامر [٤]. ويؤيد ذلك
تعليق عدم الاشتراط على صفة الاشتقاق في قولهم : (المشتقّ لا يشترط في صدقه) [٥] إلى آخره.
والتعليق على
الوصف مشعر بالعلية ، فمعناه : أن المشتقّ من حيث هو مشتقّ لا يشترط ، إلى آخره.
وبذلك يندفع الإشكال في كثير من تلك الأمثلة المتقدّمة. لكن المفهوم من كلامهم كما
ستعرف هو جعل موضع البحث المعنى الأعم ، وظاهر أصحابنا الإمامية [٦] ـ رضوان الله
عليهم ـ كما قدمنا الإشارة إليه ـ القول بعدم الاشتراط ، لكنهم بين مخصّص لموضع
النزاع كما ذكره العلّامة التفتازاني ، وبين مطلق. ولم أقف على من ذهب منهم إلى
الاشتراط ، سوى المحدث الأمين الأسترآبادي قدسسره[٧] فإنه قال في تعليقاته على (المدارك) : (الحقّ عندي أنه
لا بدّ في صدق المعنى الحقيقيّ اللغويّ للمشتقّ على ذات من بقاء [٨] الحالة التي
هي مناط حدوث صدقه ؛ سواء كانت الحالة المذكورة قيام مبدأ الاشتقاق ، أو