وقيل بتخصيص محلّ النزاع بما قصد به الحدوث من المشتقّات لا
الدوام. ونقل [١] ذلك عن المحقق التفتازاني في مقام الجواب عمّن استدلّ
على عدم الاشتراط بصدق المؤمن على النائم والغافل. والمفهوم من عبارته على ما نقله
عنه بعض الأفاضل [٢] ، تقييد محلّ النزاع بكلّ من معنيي [٣] الحدوث وعدم
طروء الضد الوجوديّ ، حيث قال : (والتحقيق أن النزاع في اسم الفاعل [وهو] الذي
بمعنى الحدوث لا [في مثل] المؤمن والكافر ، والنائم واليقظان ، والحلو والحامض ،
والحر والعبد ، ونحو ذلك مما يعتبر في بعضه الاتّصاف به ، مع عدم طريان المنافي في
بعضه الاتصاف بالفعل البتة) انتهى.
وهو جيد متين [٤] ، فإن الظاهر
أنّ المراد بالمشتق الذي لا يشترط في صدقه بقاء مأخذ الاشتقاق هو ما جرى على ما
اشتقّ منه في إرادة الحدوث والتجدّد ، لا ما خرج عنه بأن قصد به الدوام ، أو ذو
كذا أو غير ذلك من المعاني. ألا ترى أن الصفة المشبهة بالفعل ، وأفعل التفضيل ،
واسم الزمان والمكان ، حيث لم تجر عليه في ذلك لم تصدق إلّا على من هو متّصف حالة
الإطلاق ، وإلّا لزم إطلاق حسن الوجه على قبيحه وبالعكس باعتبار ما كان ، وصدق :
زيد أفضل من عمرو [٥] ، على من هو أجهل منه الآن وبالعكس ؛ باعتبار ما كان
إطلاقا على جهة الحقيقة؟
[٢] الظاهر أن مراده
قدسسره
بأنه حيث كان بناء الكلام إنّما هو على القواعد الظاهرة في الوضع اللغويّ كما
تقدّم في صدر كلامه ، وقال : (إن العالم باعتبار ذلك من قام به العلم ، فالبساطة
المذكورة في كلام المحققين باعتبار النظر الدقيق إنما هي باعتبار سلب مأخذ
الاشتقاق ، فلا بدّ في بقاء معناه ـ لغة باعتبار قواعد اللغويين ـ من إبقاء مأخذ
الاشتقاق الذي يحصل به التركيب وعدم البساطة ، فتأمّل). منه رحمهالله
، (هامش «ح»).