أولاً : قوله تعالى : ( وَإِنَّ رَبَّكَ
لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ... )
، [١] ولفظ ( على ) تفيد الحال ، فيقتضي أن الغفران يحصل في حال الظلم ، لظاهر اللفظ.
ثانياً : قوله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ... )[٢] ، ولم يشترط التوبة ولا صغر المعصية فيه ، فينبغي أن يحمل على عمومه إلّا ما أخرجه الدليل من عقاب الكفار.
أحدهما : إنه قطع تعالى على أنه لا يغفر
الشرك ، ونحن نعلم أنه ما نفى غفران الشرك على كل حال ، وإنما نفى أن يغفره
مع عدم التوبة ، فينبغي أن يكون ما أثبته من غفران ما دون الشرك يكون
أيضاً مع عدم التوبة حتى لا يكون فرق بين النفي والاثبات.
ثانيهما : إنه علق غفران ما دون الشرك
بالمشيئة ، فوجب أن لا يكون مشروطاً بالتوبة ، لأنّ الغفران معها واجب ، ولا شيء من الواجب معلق بالمشيئة. [٤]
٣. ينتقض قولهم بالأدلة التي سوف نذكرها
للامامية والاشاعرة وغيرهم في إثبات انقطاع عذاب مرتكب الكبيرة.
ب) الأحاديث : الأحاديث التي رووها عن
النبي صلىاللهعليهوآله
واستدلوا بها في اثبات خلود مرتكب الكبيرة في النار ، هي أحاديث مطروحة
بمعارضتها للكتاب ، وهي الآيات القرآنية التي تتضمن العفو والمغفرة عن
المذنبين من دون توبة ، والتي أشرنا اليها فيما سبق ، وكذلك فهي معارضة
للأحاديث المتواترة