والمنقولة من
الفريقين ، والتي أشارت إلى خروج بعض أهل النار من النار بعد أن صاروا حمماً ، [١] وأيضاً معارضة لحديث
الشفاعة المروي بطرق كثيرة وألفاظ مختلفة من قبل الفريقين أيضاً ، وهو قوله صلىاللهعليهوآله : « شفاعتي
لأهل الكبائر من أمتي » [٢] فدل الحديث الشريف على شمول
الشفاعة لأهل الكبائر وخروجهم من النار بالشفاعة.
والمتكلمون ممن ذهبوا إلى صحة أحاديث
الخلود ، حملوها على الاستحلال ، جمعاً بينها وبين الأحاديث التي دلت على خروج المذنبين من النار. [٣]
الخوارج
ظهرت الخوارج بعد قضية الحكمين في حرب
صفّين ، وذلك عندما مني جيش معاوية بالهزيمة رفعوا المصاحف داعين إلى التحكم بالقرآن ، ورفضه أمير المؤمنين عليهالسلام
مصراً على القتال ، ولكن جماعة الخوارج من جيشه أجبروه على قبول التحكيم ، وعندما أراد أمير المؤمنين عليهالسلام
أن يبعث عبد الله
بن العباس رفضت الخوارج ذلك وطلبوا منه أن يبعث أبا موسى الأشعري ، فلما
انتهى أمر التحكيم إلى النهاية التي إنتهى اليها جاءوا من بعد ذلك واعتبروا
التحكيم جريمة كبيرة وطالبوه أن يتوب عما ارتكب ، لأنه كفر بتحكيمه ،
ورفعوا شعار : « لا حكم إلّا لله » مع أنهم هم الذين حملوا علياً عليهالسلام
على التحكيم وحملوه أيضاً على قبول محكّم معين ، وعرف هؤلاء باسم المحكّمة الأولىٰ ، فهؤلاء يكّفرون علياً عليهالسلام
وعثمان ومعاوية والحكمين ـ أبو موسى الاشعري وعمرو بن العاص ـ ومن هؤلاء افترقت فرق الخوارج كلها ، والفرق المعروفة
[١].
راجع : اللوامع
الالهية
، ص ٣٩٦ ؛ تبصرة الادلة ، ج ٢ ، ص ٧٩٣ ؛ شرح المقاصد ، ج ٥ ، ص ١٣٦.
[٢].
راجع : الشريف الجرجاني ، مناهج
اليقين
، ج ٤ ، ص ٣٤١ ؛ الخواجة الطوسي ، شرح
التجريد
، ص ٤٤٤.