وقال : (بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ)[١] وذلك الاستعمال كثير شائع في المحاورات ؛ كما لا يخفى
على المطّلع بها.
الثالثة
: قيل الفرق بين
الإنزال والتنزيل أنّه إذا أريد الإشعار بالتدريج في النزول جيء بالتنزيل لتضمّنه
التدريج ، بخلاف الإنزال كما قال : (نَزَّلَ عَلَيْكَ
الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ
وَالْإِنْجِيلَ)[٢] فإنّ كلّا منهما نزل جملة واحدة ، وأمّا القرآن المجيد
فنزوله تدريجيّ.
وقال : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا
عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ)[٣] فإنّهم كانوا يقولون لو كان من عند الله لم ينزل على
التدريج شيئا فشيئا.
أقول : ما ذكره
من الفرق منقوض بقوله تعالى : (فَالَّذِينَ آمَنُوا
بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ)[٤].
وقال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى
عَبْدِهِ الْكِتابَ)[٥].
وقال : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ
عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً)[٦] نعم الغالب استعمال الإنزال في غير التدريج والتنزيل
فيه ، وبينهما فرقان آخر ، وهو أنّ التنزيل مشعر بالتعظيم دون الإنزال.
الرابعة
: قال الصدوق
رحمه الله : اعتقادنا في ذلك أنّ بين عيني إسرافيل