وما ذكر أيضا
من الدركات والاحتجابات فهو لمن أنكره وخالفه ، فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ،
وقد جاءكم الحقّ من ربّكم فمن اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه ، ومن ضلّ فإنّما يضلّ عليها
، وما أنا عليكم بوكيل ، وقد جاءكم بصائر من ربّكم ، فمن أبصر فلنفسه ، ومن عمي
فعليها ، وما أنا عليكم بحفيظ ، أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربّه ،
فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ، الله نزّل أحسن الحديث
كتابا متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم
إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ، ومن يضلل الله فماله من هاد ، مثل
الفريقين كالأعمى والأصمّ والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكّرون.
بوارق
الأولى
: في تأكيد
الكلام بـ «أنّ» والضمير وإعادة المصدر إشارة إلى أنّ ما يقوله النبيّ صلّى الله
عليه وآله ويأمر به وينهى عنه ليس من عنده ، بل الحقّ تعالى يقول بلسانه ويأمر
وينهى ببيانه ؛ كما قال : (وَما يَنْطِقُ عَنِ
الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) ... [١] إلى آخره.
وقال : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) ... [٢] إلى آخره.
وقال : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)[٣].