فيسعى عليهم
غلمان كأنّهم لؤلؤ مكنون بألوان الأشربة ، منها عسل مصفّى ، ومنها خمر لذّة
للشاربين ، ومنها لبن لم يتغيّر طعمه ، ومنها ماء غير آسن.
ثمّ يقول الله
: مرحبا بعبادي وجيراني وأصفيائي وأوليائي وأهل طاعتي ؛ الّذين أطاعوني في الدار
الدنيا ، واتّبعوا أمري ، فكّهوهم!
فيسعى عليهم
غلمان كأنّهم لؤلؤ مكنون بأنواع الفاكهة والثمار الّتي لا يشبه بعضها بعضا.
ثمّ يقول ربّهم
: أنا ربّكم الواحد القهّار الواسع فاسألوني أعطكم! فيقولون : ربّنا نسألك رضاك
عنّا ، فيقول الله : قد رضيت عنكم ، فيخرّون سجّدا ، فيقول الله : عبادي ليس هذا
حين عمل إنّما هذا حين نصرة وجدة ، فيرفعون رؤوسهم ووجوههم تشرق من النور.
ثمّ يتجلّى لهم
ربّهم فينظرون إليه بلا كيف ، ثمّ يأذن لهم فيرجعون إلى منازلهم وأزواجهم راضين
مرضيّا عنهم ، فينصرفون إلى خيام من درّ مجوّفة مكلّلة بالياقوت والزمرّد ، لكلّ
واحدة منها سبعمائة باب ، عليها الحجبة والخدم من أهل الجنّة ، فإذا دخلوا على
أزواجهم ولهم ريح طيّبة وألوان مشرقة ما خرجوا بمثلها من عندهنّ ، فتقول لهم
أزواجهم من الحور العين : مرحبا بكم يا أولياء الله ، لقد جئتمونا بألوان وريح ما
خرجتم بها من عندنا ، فيقولون لهنّ ونحن نرى على وجوهكنّ من النور ، ونراها مشرقة
، ونجد لكنّ ريحا طيّبة ما خرجنا من عندكنّ عليها ، لقد ازددتن حسنا أضعافا مضاعفة
، فينادي عند ذلك ملك من عند الرحمن : كذلك أنتم عباد الله