وفي المقام
مطالب كثيرة نخاف بذكرها الإطالة للمقالة ، ولقد فصّلنا القول في الرياضات
الشرعيّة وشرائطها في كتابنا المسمّى بأسرار العارفين.
اختتام : روى
أنس بن مالك عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال : إنّ الله يبعث إلى
الجنّة رسولا من عنده فيقول لهم : يا أهل الجنّة ، ألا تأخذون زينتكم؟ فيلبسون من
أحسن لباسهم وأحسن حليّهم مع حليّ وحلل يؤتون بها من عند ربّهم ، يضعون الأكاليل
على رؤوسهم ، فينطلقون جميعا حتّى يدخلوا على ربّ العزّة جلّ جلاله في موضع يسمّى
السوق ، فيها مجمعهم ، فيأتون مجالسهم ، فيوضع المنابر للأنبياء والرسل ، ويوضع
الكرسيّ للصدّيقين والشهداء ، ويوضع النمارق والفرش لسائر المسلمين.
ثمّ يقول لهم
الربّ عند ذلك : مرحبا بعبادي وجيراني وأصفيائي وأوليائي وأهل طاعتي ؛ الّذين
أطاعوني في الدار الدنيا ، واتّبعوا أمري.
ثمّ يقول :
أطعموني! فيؤتون بأنواع الأطعمة ، ويسعى عليهم ما شاء الله من الخدم حتّى لقد يسعى
على الرجل الواحد أربعة آلاف خادم ، في أيديهم صحائف من ذهب وفضّة وأكواب منها ، وما
من صحيفة إلّا فيها طعام ليس في الأخرى ، كلّما أكل منها لقمة تغيّرت في فمه لونا
آخر.
ثمّ يقول الله
: مرحبا بعبادي وجيراني وأصفيائي وأهل طاعتي الّذين أطاعوني في دار الدنيا ،
واتّبعوا أمري ، اسقوهم!