responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 213

التأثيرات كما شاهدناه وسمعناه ، إلّا أنّها تبعد العبد عن درجات القرب السبحانيّ ، وتحجب بينه وبين مقام القدس الأزلانيّ ، فإنّ بالصراط المستقيم يهدى السالك إلى المقصود ، ويفوز الطالب بمراتب الشهود ، ويتشرّف بالمقام المحمود. وليس الصراط المستقيم الّذي لا يضلّ سالكه إلّا الشريعة المحمّديّة الّتي شرّعها خاتم مراتب النبوّة صلّى الله عليه وآله ، وهي الطريق الأسدّ إلى الله تعالى ، فمن لزمها وصل إلى الحقّ ، ومن تركها يضلّ عن الهدى ، ولا يصل إلى الحقّ أبدا ؛ إذ المقاصد تطلب بالمسالك ، والمطالب تنال بالمدارك.

وتلك الرياضات الّتي ابتدعها المبتدعة من الصوفيّة منهيّ عنها في تلك الشريعة ، ولا يتعلّق النهي بشيء إلّا بعد كمون الفساد في حقيقته ؛ يعرفه الكامل الواقف على حقائق الأمور ، العارف بمصالحها ومفاسدها في عالم الظهور.

فكفى النهي الصادر عن خليفة الحقّ ونائبه في قبح تلك الأعمال المخترعة وفسادها ، وعدم تأثيرها في الوصول إلى القرب. كيف وهي حاجبة عن ذلك المقام لمكان النهي ، بل لو لم يكن لتلك الأعمال مفسدة واقعيّة كفى في وجوب الاحتراز عنها النهي لوجوب إطاعة الكامل الحكيم على الناقص الجاهل بالصراط المستقيم ، فمعصيته بعدم الاحتراز أكبر الحجابات عن الفوز بالمقامات ، كيف وقد قال الله تعالى : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) [١].


[١]الحشر : ٧.

نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست