responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 83

أقامت به حتى ذوى العود في الثّرى‌

و ساق الثريا في ملاءته الفجر

قال: فقال لي: أأرشدك أم أدعك؟ قلت: بل أرشدني.

فقال: إنّ العود لا يذوي أو يجف الثرى، و انما الشعر:

«حتى ذوى العود و الثرى». ثم قال أبو عمرو: «و لا أعلم قولا أحسن من قوله: «و ساق الثريا في ملاءته الفجر» فصيّر للفجر ملاءة، و لا ملاءة له، و انما استعار هذه اللفظة و هو من عجيب الاستعارات» [1].

و قال الباقلاني بعد أن ذكر بيت امرئ القيس:

و قد اغتدى و الطير في وكناتها

بمنجرد قيد الأوابد هيكل‌

«و اقتدى به الناس و اتبعه الشعراء فقيل: «قيد النواظر» و «قيد الالحاظ» و «قيد الكلام» و «قيد الحديث» و «قيد الرهان». ثم قال: «و ذكر الاصمعي و أبو عبيدة و حماد و قبلهم أبو عمرو أنّه أحسن في هذه اللفظة و أنّه أتبع فلم يلحق، و ذكروه في باب الاستعارة البليغة» [2].

و قال سيبويه تعليقا على بيت عامر بن الأحوص:

و داهية من دواهي المنو

ن ترهبها الناس لافالها

«فجعل للداهية فما» [3].

و أشار الفراء الى اسلوب الاستعارة و لكنه لم يسمها [4]، أما أبو عبيدة فقد سماها، فهو في تعليقه على بيت الفرزدق:

لا قوم أكرم من تميم إذ عدت‌

عوذ النساء يسقن كالآجال‌

قال: «قوله: «عوذ النساء» هن اللاتي معهن أولادهن، و الأصل في «عوذ» الابل التي معها أولادها فنقلته العرب الى النساء. و هذا من المستعار، و قد تفعل العرب ذلك كثيرا» [5]. و في تعليقه على البيت:

لقد مدّ للقين الرهان فردّه‌

عن المجد عرق من فقيرة مقرف‌

قال: «و انما ضربه مثلا ههنا يريد أنّ أحد أبويه ليس بعربي، و الاصل للدواب فاستعاره للناس، و العرب تفعل هذا» [6].

و لكن هؤلاء العلماء لم يعرّفوا الاستعارة و إن ذكروها مصطلحا و مثالا، و لعل الجاحظ أول من عرّفها بقوله: «الاستعارة تسمية الشي‌ء باسم غيره إذا اقام مقامه» [7] و سماها مثلا و بديعا عند تعليقه على بيت الأشهب بن رميلة:

هم ساعد الدهر الذي يتّقى به‌

و ما خير كفّ لا تنوء بساعده‌

قال: «قوله: «هم ساعد» انما هو مثل، و هذا الذي تسميه الرواة البديع» [8] و هذه تسمية القدماء قال المظفر العلوي: «و كان القدماء يسمونها الامثال فيقولون: «فلان كثير الأمثال». و لقبها بالاستعارة ألزم؛ لأنه أعمّ؛ و لأنّ الامثال كلها تجري مجرى الاستعارة» [9].

و سماها الجاحظ بدلا عند تعليقه على قوله تعالى:

فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى‌ [10] و قال: «و لو كانوا لا يسمون انسيابها و انسياحها مشيا و سعيا لكان ذلك مما يجوز على التشبيه و البدل و إن قام الشي‌ء مقام‌


[1] حلية المحاضرة ج 1 ص 136، و ينظر العمدة ج 1 ص 269، نضرة الاغريض ص 134، خزانة الأدب ص 48 المنصف ص 52، التبيان في البيان ص 185، شرح الكافية ص 126.

[2] إعجاز القرآن ص 107، 108.

[3] الكتاب ج 1 ص 316.

[4] معاني القرآن ج 2 ص 91، 156، 263، و غيرها.

[5] النقائض ج 1 ص 275.

[6] النقائض ج 2 ص 589.

[7] البيان ج 1 ص 153- 284، الحيوان ج 2 ص 280- 283- 308.

[8] البيان ج 4 ص 55.

[9] نضرة الاغريض ص 133.

[10] طه 20.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست