نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 655
أي: قبالته[1] ذكر الباقلّاني الموازنة و لم
يعرّفها[2]، و أدخلها ابن رشيق في المقابلة و قال: «و من المقابلة ما ليس مخالفا و لا موافقا كما شرطوا إلّا في الوزن و
الازدواج فقط فيسمّى حينئذ موازنة»[3]. و منه قول ذي الرّمة:
استحدث
الركب عن أشياعهم خبرا
أم
راجع القلب من إطرابه طرب
لأنّ قوله: استحدث الركب» موازن
لقوله: «أم راجع القلب» و قوله: «عن أشياعهم خبرا» موازن لقوله: «من إطرابه طرب» و كذلك «الركب» موازن ل «القلب» و
«عن» موازن ل «من» و
«أشياعهم» موازن ل «اطرابه» و
«خبرا» موازن ل «طرب».
و ذكر ابن رشيق هذا النوع في
السرقات أيضا و مثل لها بقول كثيّر:
و قال التّبريزي: «الموازنة أن تكون الألفاظ متعادلة الأوزان
متوالية الأجزاء»[5]. و قال ابن شيث القرشي:
«الموازنة و هو أن تتوازن الألفاظ و تكون السجعة رابعة»[6] و أدخلها ابن الأثير في الصناعة
اللفظية و قال: «هي أن تكون ألفاظ الفواصل من الكلام
المنثور متساوية في الوزن و أن يكون صدر البيت الشعري و عجزه متساوي الألفاظ وزنا»[7]. و قال إنّ
هذا النوع أخو السجع في المعادلة دون المماثلة؛ لأنّ في السجع اعتدالا و زيادة على
الاعتدال و هي تماثل أجزاء الفواصل لورودها على حرف واحد و أما الموازنة ففيها
الاعتدال الموجود في السجع و لا تماثل في فواصلها، فيقال كل سجع موازنة و ليس كل
موازنة سجعا، و على هذا فالسجع أخص من الموازنة[8].
و قال المصري: «هو أن تأتي الجملة من الكلام أو البيت
من الشعر متزن الكلمات متعادل اللفظات في التسجيع و التجزئة معا في الغالب»[9]. و الفرق
بين الموازنة و المماثلة التزام التسجيع في الموازنة و خلو المماثلة عنه، و الفرق
بينها و بين التجزئة مخالفة تسجيع أجزاء التجزئة و مشابهة تسجيع أجزاء الموازنة[10].
و ذكر المصري معنى آخر للموازنة
فقال: «هي مقارنة المعاني بالمعاني ليعرف
الراجح في النظم من المرجوح»[11]. و هذا ما سمّاه الآمدي الموازنة و
ذكره النقاد في كتبهم[12]، و لا يراد به الموازنة بمعناها
البديعي.
و قال المظفر العلوي: «و ذلك أن يأتي الشاعر ببيت يكون عدد
كلمات النصف الأول منه كعدد كلمات النصف الأخير، و تكون الأجزاء متساوية و متى
تغيّر شيء من أجزائه إذا تقطع أو زاد فيها أو نقص لم تحصل الموازنة و كذلك اذا
استوت الأجزاء و تغيّرت الكلمات بزيادة او نقيصة. و هذا لا يكاد يحصل للشاعر إلّا
بعد معرفة العروض، و إما أن يقع اتفاقا من