responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 35

المعكوس، و منه ما ينقل الى لغة من اللغات غير العربية كقول القائل: اسمي اذا صحفته بالفارسية آخر، و هذا اسمه اسم تركي و هو «دنكر»- بالدال المهملة و النون- و آخر بالفارسية «ديكر»- بالدال المهملة و الياء المعجمة بثنتين من تحت- و اذا صحفت هذه الكلمة صارت «دنكر»- بالنون- فانقلبت الياء نونا بالتصحيف، و هذا غير مفهموم إلا لبعض الناس دون بعض. و انما وضع و استعمل لانه مما يشحذ القريحة و يحدّ الخاطر؛ لانه يشتمل على معان دقيقة يحتاج في استخراجها الى توقد الذهن و السلوك في معاريج خفية من الفكر. و قد استعمله العرب في اشعارهم قليلا، ثم جاء المحدثون فأكثروا منه، و ربما أتى منه بما يكون حسنا و عليه مشحة من البلاغة، و ذلك عندي بين بين فلا أعدّه من الأحاجي و لا أعدّه من فصيح الكلام».

و من الأحاجي قول بعضهم:

سبع رواحل ما ينخن من الونا

شيم تساق بسبعة زهر

متواصلات لا الدؤوب يملّها

باق تعاقبها على الدّهر

هذان البيتان يتضمنان وصف أيام الزمان و لياليه، و هي الاسبوع، فان الزمان عبارة عنه.

و على هذا الاسلوب ورد قول المتنبي في وصف السفن:

و حشاه عادية بغير قوائم‌

عقم البطون حوالك الألوان‌

تأتي بما سبت الخيول كأنّها

تحت الحسان مرابض الغزلان‌ [1]

و قد ورد من الألغاز شي‌ء في كلام العرب المنثور غير أنّه قليل بالنسبة الى ما ورد في أشعارها، و ليس في كتاب اللّه شي‌ء منها، لانه لا يستنبط بالحدس و الحزر كما تسنبط الالغاز.

الإحالة:

قال الدمنهوري: «الاحالة مصدر أحلته على كذا، و هي قسمان: خفية و جلية، كقوله تعالى: وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ‌ [2] إحالة على قوله: وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ، وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى‌ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‌ [3]، و كقوله: وَ آتَيْنا داوُدَ زَبُوراً [4]. و الإحالة في الآية الأولى ظاهرة و في الثانية خفية لما قيل إنّها إحالة على قوله: وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ‌ [5]، لتضمنه تفضيل محمد صلّى اللّه عليه و سلم» [6].

الاحتباك:

الاحتباك: شدّ الازار، و كل شي‌ء أحكمته و أحسنت عمله فقد احتبكته، و المحبوك ما أجيد عمله، و الحبك: الشد و الاحكام‌ [7]. و كأن الاحتباك مأخوذ من الشد و الاحكام، و قد أشار الى ذلك السيوطي بقوله: «و مأخذ هذه التسمية من الحبك الذي معناه الشد و الاحكام و تحسين أثر الصنعة في الثوب، فحبك الثوب سدّ ما بين خيوطه من الفرج و شدّه، و إحكامه بحيث يمنع عنه الخلل مع الحسن‌


[1] العقيم: الذي لا يلد. الحوالك: جمع حالكة و هي السوداء. المرابض؛ جمع مريض، و هو مأوى الغنم و الوحش. يريد انه حشا الماء سفنا عادية بغير قوائم و بطونها عقم لانها لا تلد و هي سود الألوان لانها مقيرة. و يريد بالبيت الثاني ان السفن تحمل الجواري التي سبتها الفوارس.

[2] النساء 140.

[3] الانعام 68.

[4] النساء 163.

[5] الأنبياء 105.

[6] حلية اللب ص 169.

[7] اللسان (حبك).

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست