responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 34

و ما شرّ الثلاثة أمّ عمرو

بصاحبك الذي لا تصبحينا

فانه استلحقه بكلمته «ألا هبي بصحنك فاصبحينا» [1].

و كان ابن رشيق قد ذكر البيتين و قال: «و ربما اجتلب الشاعر البيتين فلا يكون في ذلك بأس كما قال عمرو ذو الطوق: صددت ... فاستلحقهما عمرو بن كلثوم فهما في قصيدته، و كان عمرو بن العلاء و غيره لا يرون ذلك عيبا، و قد يصنع المحدثون مثل ذلك. قال زياد الاعجم:

أشمّ إذا ما جئت للعرف طالبا

حباك بما تحوي عليه أنامله‌

و لو لم يكن في كفه غير نفسه‌

لجاد بها فليتّق اللّه سائله‌

و استلحق البيت الأخير أبو تمام فهو في شعره. و أما قول جرير للفرزدق و كان يرميه بانتحال شعر أخيه الأخطل بن غالب:

ستعلم من يكون أبوه قينا

و من كانت قصائده اجتلابا

فانما وضع الاجتلاب موضع السرق و الانتحال لضرورة القافية، هكذا ذكر العلماء من هؤلاء المحدثين، و أما الجمحي فقال: من السرقات ما يأتي على سبيل المثل اجتلابا مثل قول أبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي:

تلك المكارم لا قعبان من لبن‌

شيبا بماء فعادا بعد أبوالا [2]

ثم قال بعينه النابغة الجعدي لما أتى موضعه، فبنو عامر ترويه للجعدي، و الرواة مجمعون انه لأبي الصلت، فقد ذهب الجمحي في الاجتلاب مذهب جرير انّه انتحال، و لم أر محدثا غيره يقول هذا القول» [3].

فالاجتلاف و الاستلحاق ليسا عيبا، و الى ذلك ذهب الحاتمي و قال: «و بعض العلماء لا يراهما عيبا، و وجدت يونس بن حبيب و غيره من علماء الشعر يسمي البيت يأخذه الشاعر على طريق التمثيل فيدخله في شعره اجتلابا و استلحاقا فلا يرى ذلك عيبا. و اذا كان الأمر كذلك فلعمري إنّه لا عيب فيما هذه سبيله» [4].

الأحاجي:

يقال: كلمة محجية أي مخالفة المعنى للفظ، و هي الأحجية و الأحجوة، و الأحجية و الحجيّا لعبة و أغلوطة يتعاطاها الناس بينهم، و هي من نحو قولهم:

أخرج ما في يدي و لك كذا. و فلان يأتينا بالأحاجي أي بالأغاليط [5].

و الأحاجي هي الأغاليط من الكلام و تسمى الألغاز، و قد يسمّى هذا النوع: «المعمّى»، قال ابن الأثير: «و اما اللغز و الاحجية فانهما شي‌ء واحد و هو كل معنى يستخرج بالحدس و الحزر لا بدلالة اللفظ عليه حقيقة و لا مجازا و لا يفهم من عرضه لأنّ قول القائل في الضرس:

و صاحب لا أملّ الدهر صحبته‌

يشقى لنفعي و يسعى سعي مجتهد

ما إن رأيت له شخصا فمذ وقعت‌

عيني عليه افترقنا فرقة الأبد

لا يدلّ على أنّه الضرس لا من طريق الحقيقة و لا من طريق المجاز و لا من طريق المفهوم، و انما هو شي‌ء يحدس و يحزر» [6]. ثم قال: «و اذا ثبت هذا فاعلم أنّ هذا الباب الذي هو اللغز و الاحجية و المعمّى يتنوع أنواعا: فمنه المصحّف، و منه‌


[1] الرسالة العسجدية ص 52، و ينظر حلية المحاضرة ج 2 ص 58.

[2] القعب؛ القدح الضخم.

[3] العمدة ج 2 ص 283.

[4] حلية المحاضرة ج 2 ص 58.

[5] اللسان (حجا).

[6] المثل السائر ج 2 ص 224.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست