responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 198

ثم قال: أجزيا لكع، فقال:

تحطّم عنها قيضها عن خراطم‌

و عن حدق كالنّبخ لم يتفلّق‌ [1]

فأخذ زهير بيد كعب و قال له: «قد أذنت لك في الشعر» [2].

الانفصال:

فصلت الشي‌ء فانفصل أي: قطعته فانقطع‌ [3].

و الانفصال من مبتدعات المصري، و قد عرّفه بقوله: «هو أن يقول المتكلم كلاما يتوجه عليه فيه دخل إذا اقتصر عليه فيأتي بعده بما ينفصل به عن ذلك إما ظاهرا أو باطنا يظهره التأويل» [4] كقوله تعالى: وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ‌ [5]. فانّ على ظاهر هذه الآية حصل من جهة أنّ الطائر يطير بجناحيه فيكون الاخبار بذلك عريا عن الفائدة، و الانفصال عن ذلك هو أنه سبحانه لما قال: وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ‌ أوجبت البلاغة أن يردف ذلك بقوله: وَ لا طائِرٍ في السماء أو في الجو يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ‌ فأراد الايجاز فوجب أن يحذف إحدى الجملتين إما في السماء أو «يَطِيرُ». و لا فيها من الضمير، و لا سبيل الى حذف الفعل لأنّه الذي يتعلق به الجار و المجرور الذي يمرّ بجناحيه و ذكره مطلوب في الآية؛ لأن ذكر الجناح يفصل صاحبه من الهمج الذي يظهر و هو يخال أنّه يطير كالنمل و الجعلان و غير ذلك، لأنّ هذا الصنف قد ذكر في نصف ما دبّ و درج في الأرض. و الآية قصد بها صحة التقسيم لأنّه- سبحانه- لما استوعب كل ما يدبّ على الأرض في صدرها أراد الإتيان بما يعمّ الذي يطير في الجو، و لا يطير في الجو إلا طائر، و لا يسمى طائرا إلا إذا طار بجناحين، و لا تسمى آلة الطيران جناحا إلا اذا كانت ذات قصب و ريش و أباهر و خوافي و قوادم، فقوله- سبحانه-: وَ لا طائِرٍ بعد ذكر الدواب موضّح لما أراد من صحة التقسيم، و لفظة «طائر» رشّحت لفظة «يطير» لمجيئها بعدها و لفظة «يطير» رشحت الاتيان بلفظة «الجناحين» فحصل من مجموع ذلك الانفصال عن الدّخل المتوجه الى ظاهر الآية.

و منه قول أبي فراس:

في حرام الناس إن كن

ت من الناس تعدّ

و لقد نبّيت إبلي

س إذا راك يصدّ

ليس من تقوى و لكن‌

ثقل فيك و برد

فانّ أبا فراس لو اقتصر على البيت الثاني لكان الهجاء فيه غير مخلص، و كان يتوجه دخل بسبب احتمال البيت للمدح و الاتيان به في معرض الهجو فانفصل عن هذا الدخل بالبيت الثالث.

و فرّق المصري بينه و بين الاحتراس بقوله: «و الفرق بينه و بين الاحتراس، عموم الاحتراس و خصوص هذا الباب لأنّ البيت المدخول من هذا الباب يكون الدخل المتوجه عليه من جهة كونه صالحا لضدين من الفنون و هو في سياق أبيات مقصودة في فن واحد منهما، و الاحتراس يكون بيته مدخولا من هذا الوجه و غيره» [6]. و قال أيضا: «إنّ الاحتراس هو ما فطن له الشاعر أو الناثر وقت العمل فاحترس منه، و الانفصال ما لم يفطن له حتى يدخل عليه فيأتي بجملة من الكلام أو بيت من الشعر ينفصل عنه ذلك الدخل» [7]. و فرّق‌


[1] النبخ؛ الجدري، البثور.

[2] نضرة الاغريض ص 200- 203.

[3] اللسان (فصل).

[4] تحرير التحبير ص 609، بديع القرآن ص 326.

[5] الأنعام 38.

[6] تحرير التحبير ص 610.

[7] تحرير التحبير ص 246.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست