فإن قولنا: هذا الجسم قريب من كذا، بعيد من كذا، ليس فيه صفة كذا و
كذا، لا يوجب تكثرا فى ذات الجسم مع كونه قابلا للتكثر، فكيف الحال بذات مقدس عن
سمات التكثر و التغير؟! قلت: الألفاظ العامة و الخاصة، مفهوماتها فى الذهن عامة و
خاصة، لا من حيث كونها ألفاظا فى اللسان.
و المفهومات فى الذهن إنما تكون صحيحة لمطابقتها ما هو [فى] الخارج
عن الذهن. و لا أعنى بالمطابقة أن يكون الكلى فى الذهن، يطابق كليا فى الخارج، إذ
ليس فى الأعيان/ 16 ب أمر كلى، بل[1] الكلى
فى الذهن، يطابق كل واحد واحد من الجزئى فى الخارج. كالإنسانية العامة فى الذهن
تطابق كل شخص شخص مما يوجد و مما لم يوجد، ثم التمييز بين نوع و نوع إنما يكون
بالفصول الذاتية، و التمييز بين شخص و شخص إنما يكون باللوازم العرضية[2].
و إذ [ا] تحقق ذلك، فبين أن الوجود العام شمل الواجب و الممكن شمولا
ما. فان كان الشمول بالسوية، صلح أن يكون جنسا، فلا بد من فصل ذاتى. فتركب الذات
من جنس و فصل- و إن لم يكن بالسوية-
[2]هذا الكلام صحيح من الوجهة المنطقية،
بشرط أن تكون الأنواع تحت جنس واحد و الأشخاص تحت نوع واحد، لا على الإطلاق.
فالجنس: حيوان ناطق، يعم و فلانا. فيكون التمييز بين نوع و نوع- هنا- بالفصول
الذاتية و التمييز بين شخص و شخص باللوازم العرضية.