و قد يكون مع ما أنه معه زمانا، متقدما عليه ذاتا و بالعكس، و كذلك
فى كل قسمين.
فقال ابن سينا: العالم موجود بوجود البارى تعالى، دائم الوجود
بدوامه.
فالبارى تعالى متقدم على العالم بالذات تقدم العلة على المعلول لكن
العالم دائم الوجود بدوامه.
و شرع فى الاستدلال على ما قال.
قال[1]: العقل الصريح، الذي لم يكذب، يشهد أن الذات الواحدة إذا كانت من جميع
جهاتها كما كانت، و كان لا يوجد عنها فيما قبل شىء، و هى الآن كذلك، فالأولى
[أن] لا يوجد عنها شىء. فإذا صار الآن يوجد منها شىء، فقد حدث/ 33 أ فى الذات
قصدا و إرادة، أو طبع، أو قدرة و تمكن، أو شىء مما يشبه هذا لم يكن.
و أن الممكن إن يوجد و إن لا يوجد، لا يخرج إلى الفعل، و لا يترجح له
أن يوجد إلا بسبب.
و إذا كانت هذه الذات هى العلة و لا ترجح، فإذا رجحت، فلا بد من سبب
مرجح، و إلا [كانت] نسبتها إلى ذلك الممكن على ما كان قبله، و لم يحدث لها نسبة
أخرى، فيكون الأمر بحاله، و كان الإمكان إمكانا صرفا.
و إذا حدث لها نسبة، فقد حدث أمر، و لا بد أن يحدث فى ذاته أو خارجا
عن ذاته، و كلاهما محال.
و قال أيضا: كيف يتميز فى العدم وقت ترك و وقت شروع؟ و بما ذا يخالف
الوقت [الوقت]؟