responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين    جلد : 1  صفحه : 412

و جواب الشيخ عن هذا الوجه و تحرير جوابه أن يقال: لما كانت النفس‌[1] الإنسانية في علم الباري قابلة للكمالات و كانت‌[2] الحكمة العالية اقتضت افاضة تلك الكمالات لكن بحسب استعدادات يحصل لها من أفاعيلها، و كان فيها قوى يمنعها من تلك الأفاعيل‌[3] إلى افاعيل تضادّها، قدّر تكليفا و تخويفا يكون من أسباب ارادته‌[4] الأفعال الجميلة. و لما كان الوفاء بذلك التخويف أيضا من أسباب ذلك مؤكّدا له و الوفاء بالتخويف العقوبة لا جرم صار العقوبة سببا من أسباب إرادة الأفاعيل الجميلة غاية ما في الباب أنّ العقوبة يكون شرّا بالقياس إلى الشخص المعذّب، لكنّها لمّا كانت سببا لكمالات سائر النفوس لم يلتفت إلى ذلك، فإنّ ترك الخير الكثير لأجل الشرّ اليسير شرّ كثير.

ثمّ لمّا لم‌[5] يكن بدّ من أن يكون‌[6] لذلك التكليف شارع و حافظ بعث الأنبياء و الرسل لذلك. فهذه كلّها أسباب لصدور الفعل الخير من النفس الإنسانية و هذا كما أنّ الهيولى لمّا كانت مستعدّة للصور في العلم الأزلى خلق فلك غير منقطع الحركة يختلف حال‌[7] الهيولى‌[8] بحسب اختلاف حركاته و أوضاعه، فيفيض من‌[9] المبدأ الفياض صورة صورة.

فحال النفس الإنسانية هكذا.

الطريقة الثانية: طريقة المعتزلة، و هي أنّ اللّه- تعالى- كلّف العباد لأنّ صلاح حالهم في التكليف، و وعدهم على الطاعة و أوعدهم على المعصية لأنّ ذلك الوعد و الإيعاد لطف من اللّه تعالى‌[10] يقرّبهم إلى الطاعة و تجنّبهم عن المعصية، ثمّ إنّه يجب عليه الإثابة على الطاعات، إذ[11] الإخلال به قبح‌[12] ظلم، و أمّا العقاب فحسن أيضا لارتكابهم المعاصي.

فإذا قيل لهم: لم يعذّبون؟

قالوا: لأنّهم ارتكبوا المعاصي و إذا قيل لهم‌[13]: لم ارتكبوا المعاصي؟


[1] م: نفس.

[2] م: فكانت.

[3] ص: أي.

[4] س، ص: إرادية.

[5] ص:- لم.

[6] س:- أن يكون ل.

[7] س:- حال.

[8] ج: الحركة.

[9] ص:- من.

[10] م:- تعالى.

[11] ص: أو.

[12] م:+ و.

[13] م:- لهم.

نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست