أمّا الأوّل: فظاهر و أمّا الثاني: فلأنّه يلزم وجود بسيط غير حالّ،
فهو النفس، و قد كان جزءا للنفس هذا خلف! لأنّا نقول: لا نسلّم أنّه يلزم من كونه
بسيطا غير حالّ[2] أن يكون قائما بذاته. لم لا يجوز أن تكون[3] الهيولى لا تقوم إلّا بما تحلّ فيه؟ و حينئذ لا يلزم أن يكون نفسا
[21].
و أمّا سؤال الاعتراض فهو نقض على الدليل. و تقريره: إنّ كثيرا من
الأعراض و الصور بسائط للفساد. فلو اقتضى قبول التركيب لامتنع فسادها [22].
أجاب: بالفرق بأنّ محلّ قوّة فسادها هو موضوعاتها و موادّها. و ذلك
لا ينافي بساطتها في نفسها بخلاف النفس، فإنّ محلّ قوّة فسادها لا يجوز أن يكون
خارجا، لأنّ الخارج إمّا مباين أو ملاق. و الأوّل باطل، و لا ملاقي لها إذ لا محلّ
للنفس. فلا بدّ أن يكون محلّ قوّة الفساد داخلا في النفس، فيلزم التركيب بالضرورة.
فإن قلت: لو كانت[4] الهيولى
محلّ قوّة الفساد كانت موصوفة/ 46JB / بالفساد، فيلزم فسادها فنقول: ليس المراد
بالفساد فساد نفسها، بل أن يفسد فيها شيء. فإنّ الهيولى من شأنها أن تفسد فيها
الصورة، كما أنّ من شأنها أن تحدث فيها الصورة و تبقى.
[64/
2- 288/ 3] قوله: أي[5]: إذا
ثبت أنّ النفس إمّا أصل[6]أو
ذات اصل لم تكن ممّا يقبل الفساد.
عدم قبول النفس الفساد[7] على
تقدير أنها أصل، ظاهر و أمّا على تقدير أنها ذات أصل أو مركّبة[8] من بسائط لا يكون كلّها حالّا حتّى يتحقّق منها بسيط غير حالّ فغير[9] ظاهر بل اللازم عدم قبول جزء النفس الفساد.